انتخابات فرنسا.. ما التالي بعد عدم تحقيق أي حزب للأغلبية؟
في نهاية الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي جرت يوم الأحد، أظهرت النتائج احتمالية تشكيل برلمان معلق، حيث أخذ تحالف اليسار الريادة دون أن يحقق الأغلبية المطلقة. فائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة، الذي يضم اليسار الأقصى والاشتراكيين والخضر، حصل على ما يتراوح بين 172 و215 مقعداً من أصل 577، دون أن يصل إلى العدد اللازم للأغلبية المطلقة البالغ 289 مقعداً.
وجاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي ينتمي لتيار الوسط، في المركز الثاني بحصوله على ما بين 150 و180 مقعداً، فيما حصل حزب التجمع الوطني اليميني بقيادة مارين لوبان على 115 إلى 155 مقعداً، في نتيجة تعد هزيمة لهذا الحزب الذي كان متوقعاً أن يحقق نتائج أفضل.
وتواجه الكتل السياسية الثلاث الآن تحدي تشكيل حكومة أغلبية، حيث سيحتاجون إلى الدعم من أطراف أخرى لتمرير التشريعات. وليست فرنسا معتادة على تشكيل التحالفات في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهو ما يعد أمراً شائعاً في الديمقراطيات البرلمانية بشمال أوروبا.
كما أعرب السياسي اليساري المعتدل رافائيل غلوكسمان عن ضرورة تصرف الطبقة السياسية بنضج، فيما استبعد جان لوك ميلينشون، زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري، إمكانية تشكيل ائتلاف واسع بين الأحزاب ذات التوجهات المختلفة، مؤكداً أن من واجب ماكرون دعوة التحالف اليساري للحكم.
وأكد رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيغورن، استعداده للعمل مع الأحزاب الرئيسية، لكنه رفض أي تعاون مع حزب ميلينشون، وهو ما أكده أيضاً إدوارد فيليب، الرئيس الوزراء السابق.
وينص الدستور الفرنسي على أنه لا يمكن لماكرون الدعوة لإجراء انتخابات جديدة قبل مرور 12 شهراً، ومن المتوقع أن يسعى ماكرون لفصل الاشتراكيين والخضر عن حزب فرنسا الأبية لتشكيل ائتلاف يميل نحو الوسط. وفي الوقت نفسه، تظل إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية خياراً قائماً، ولكنه يتطلب دعم البرلمان.
