غير مصنف

جريمة غرفة ١٠٤٦ الغامضة ، هل تعرف عنها ؟

 


في مدينة كنساس في ولاية ميزوري الأمريكية وبالتحديد في فندق الرئيس  في الأول من يناير ١٩٣٥ ، حدثت جريمة من أبشع الجرائم على مستوى العالم و لاتزال تفاصيلها كشفرة صعبة حيرت أذكى المحققين والعلماء .

ولكن لماذا هي معقدة ؟ لأنه لم يجد الى الآن أي  طرف  خيط لمجرم أو مشتبه به


تفاصيل القصة

حدثت الجريمة في أحد فنادق ميزوري الأمريكية وهو فندق ضخم جداً  وكبير لدرجة يصعب على الزوار تخيل عدد الغرف فيه ، وذات يوم جا رجلاً بهوية مزيفة وحجز غرفة من غرف الفندق ، وقد شدد على موظف الإستقبال برغبته في غرفة بطابق مرتفع وأن تكون بدون أي نوافذ أو فتحات من الممكن أن يُشَاهد منها ما يحدث في زوايا الغرفة ،

وبصريح العبارة الزبون المجهول طلب غرفة منعزلة تماماً عن العالم الخارجي، موظف الاستقبال استغرب الطلب ولكنه وفر للزبون ما طلبه ، فالخيار الأفضل كان غرفة تحمل الرقم ١٠٤٦ في الطابق العاشر وقد تم حجزها بإسم رونالد تي آوين.


بعد يوم واحد فقط من استقرار اوين في الفندق ، وحينما كانت أغلب زوار في الفندق خارجاً ، بدأت موظفة خدمة الغرف ماري بعملها المعتاد لتنظيف الغرفة ، ولكنها وجدت الغرفة مقفولة ، فطرقت الباب ففتح آوين  الباب ولكنها وجدت الظلام الدامس في الغرفة فعزمت أن تعاود المجئ حين مغادرته ، ولكنه أصر عليها بالدخول والتنظيف ، وعندما وضعت قدمها على عتبة الباب انتابها الخوف من الوضع المريب ، فقد غطى الجدران برسومات غريبة  ولا يوجد أي مصدر للضوء سوى مصباح الطاولة الخافت جداً .


طلب آوين من ماري بترك باب الغرفة مفتوحاً لأنه سيستقبل صديقاً ما في وقت لاحق ، ثم خرج من الغرفة ، بعد مضي ٤ ساعات عادت ماري مجدداً الى الغرفة الغامضة وهي تحمل مناشف جديدة ومناديل لتضعها في غرفة الرجل المجهول مريب الطباع ! وعندما فتحت الباب وجدته يغط في نوم عميق ولكن الذي بعث الشك مرة أخرى عند ماري هو رأيتها لملاحظة مدونة على الطاولة كُتب فيهادون . سأعود في غضون ١٥ دقيقة .. إنتظر !” .


في صباح اليوم التالي أي الرابع من يناير ،جاءت عاملة تنظيف أخرى تدعى سوبتيك للغرفة ١٠٤٦ ، وقد توالت كذلك الأحداث المريبة  ، وخصوصاً عند دخولها للتنظيف في الساعة ١٠:٣٠ صباحاً اذ وجدت باب الغرفة مقفلاً من الخارج فاعتقدت أن ساكن الغرفة ليس موجود ، فقررت أن تفتح الباب ولكنها فوجئت عندما وجدته جالساً على كرسيه في ظلام دامس جداً ، لقد خافت سوبتيك في البداية لكنها بدأت بالتنظيف وفي أثناء ذلك الوقت رن هاتفه .. وسمعته يقوللا . أنا لا أريد أن أكل ، لست جائعاً لقد تناولت طعام الإفطار للتو ..”.


عادت ماري في مساء ذلك اليوم عند الساعة الرابعة مساءً وهي تحمل في يديها مناشف جديدة لأن سوبيتك تخلصت من جميع مناشف الغرفة صباحاً ، ولكنها سمعت صوت رجل آخر وقد أمرها بالذهاب بصوت مرتفع ، لكنها قالت له أنها أحضرت فقط المناشف ، ليرد عليها بأنه يوجد ما يكفي من المناشف ! ماري تعلم جيداً أنه يكذب لأنها متأكدة تماماً بأن الغرفة خالية من المناشف ! هذا ما أخبرتها بها سوبيتك .



التفاصيل الغريبة :

استقبل الفندق ذلك اليوم أيضا ضيفة أخرى  ، ساقها الحظ أن تكون غرفتها مجاورة لغرفة الرجل الغامض ،  حيث جاءت الضيفة وتدعي جان آوين حيث وصلت من طريق طويلة وهي متجة الى مدينة مسقط رأسها ، وقررت الراحة تلك الليلة في ذلك الفندق ، وقد سمعت ضجيج عالٍ ومتكرر تلك الليلة حيث قالت :” سمعت الكثير من الضوضاء التي بدت وكأنها في نفس الطابق ، وهذه الضوضاء على ما يبدو أنها لرجل وامرأة يتشاجران بصوت عالي ويلفظان الكثير من الشتائم، عندما استمرت الضوضاء كنت على وشك الإتصال بموظف المكتب لكنني قررت عدم القيام بذلك “.


كما ظهر أيضا شخص ثانٍ في تلك الليلة ليصبح أيضاً شاهد مهم في تفاصيل القضية ، وهو عامل المصعد حيث رأى المرأة التي زارت الرجل المجهول ، ووصفها بأنها تبدو كسيدة أعمال وطلبت الصعود الى الطابق العاشر ، وقد أشار العامل أنها تتردد عادة لغرف  الزوار الذكور في وقت متأخر من الليل  و طلبت غرفة رقم ١٠٤٦ بحثاً عن شخص ما في حاجة ملحة إليه ،  وقد بحثت  عنه  في أنحاء الفندق ولم تجده ، لذا عادت أدراجها وخرجت من الفندق .


 الغريب في الأمر أنه في نفس الليلة. كان سائق سيارة أجرة يدعى روبرت واين قد أبلغ عن اصطحاب رجل غريب على مقربة من الفندق. وقال أن الرجل كان يرتدي فقط شورت قصير وقميص  ، أخبره الرجل الغريب أنه سيقتل ذلك الرجل غدًا ،  فأصيب هذا السائق بالفزع وطلب من الرجل. بأن ينزل من سيارته، ولم يسمع أي شيء عن الرجل مرة أخرى.




هاتف الغرفة معطل 

في صباح يوم 4 يناير. حوالي الساعة 7 صباحًا ، لاحظ أحد موظفي الفندق وجود عطل في هاتف  الغرفة رقم 1046. اكتشفو أن الهاتف كان مغلقًا لعدة ساعات لذلك قرروا إرسال الموظف راندولف لحل المشكلة. لكنه عندما وصل إلى الغرفة وجد لافته مكتوب عليها ممنوع الإزعاج معلقة على الباب ، ليقرر أن يطرق الباب لكن لم يتلق أجابة الا أنه  استمر في الطرق إلى أن قرر راندولف فتح الباب لكنه لم يستطع لأن الباب كان مغلقًا  فقرر أن يتكلم بصوت مرتفع ليخبر آوين بإعادة توصيل الهاتف بالحائط  ثم غادر.

بعد ساعة  كان الهاتف لا يزال مغلقًا فشعرت إدارة الفندق  بأن الأمر فيه شيء مريب ،  فقرروا إرسال موظف آخر إلى غرفة الرجل الغامض ،  والغريب كان الباب لا يزال مقفلاً ، لكن الموظف هذه المرة كان يملك المفتاح الرئيسي للغرفة فقرر أن يفتحها ليجد اوين مرمي في سريره عارياً بالكامل وسكران من كثرة الشرب أعاد الموظف ربط الهاتف وخرج بأقصى سرعة .

شاع الأمر عند إدارة الفندق لغرابة الموقف ، فقرروا متابعة خط


الهاتف بإستمرار ويا للغرابة   فللمرة الثانية تم ايقاف الهاتف مرة اخرى بعد ساعة من اعادة ربطه فأرسلت إدارة الفندق ارسال الموظف مجددا للغرفة لكن هذه المرة كانت الصدمة أكبر مما استطاع الموظف أن يتحمله ، وجد الغرفة وكأنها مذبحة !!  دماء في كل مكان كان الرجل الغامض أوين جالسًا في زاوية الغرفة ، ورأسه بين يديه ، وجسده مملوء بالطعنات  وقد كانت ملاءات الأسرة والمناشف ملطخة بالدماء ، كما أن الجدران والسقف والأرضية اكتست بالدم، سارع الموظف لمساعدته وأدرك أنه لا يزال على قيد الحياة.

على فراش الموت

تم الاتصال على الفور بالشرطة التي نقلت أوين مباشرة إلى المستشفى ، حيث اكتشف الأطباء أن أوين تعرض للتعذيب الشديد حيث تم ربط ذراعيه وساقيه ورقبته بسلك هاتف ، وكسر جزء من جمجمته وأصيب صدره بعدة طعنات وثقب كبير في الرئة.

كان أوين لا يزال قادرًا على التحدث إلى الشرطة استجوبوه ليعرفوا من فعل به ذلك، لكنه زعم أن لم يهاجمه  أحد. وقال أنه فقط سقط في حوض الإستحمام . السؤال العجيب الذي طرحه كل المحققين هو مالذي جعله يكذب وهو يموت!؟!؟

مجريات التحقيق

 لم تعثر الشرطة على أي سلاح أو علامة على الدخول القسري للغرفة  مع مقدار الضرر والجروح على جسده  ، الشرطة متيقنة جيداً أنه تم  مهاجمته من قبل شخص آخر ،  فتم مسح الغرفة 1046 بالكامل وتم العثور على أربع بصمات أصابع مختلفة على الهاتف في الغرفة ، لكن لم يتم التعرف على هوية البصمات ، واستمرت الغرابة بسبب أنه لم تكن هناك أي ملابس في الغرفة على الإطلاق ولا شيء يطابق وصف رونالد آوين عندما قام بتسجيل الوصول للفندق ، كما كانت أدوات التنظيف مثل الصابون ومعجون الأسنان مفقودة، ولم تكن هناك أي شيء يمكن أن يكون سلاح القتل ، وقال الأطباء إن الجروح التي تعرض لها على الأقل كانت من بداية يوم وصوله ، وتحديدا في الـ4 ونصف فجرا  أثناء التحقيق دخل أوين في غيبوبة ليموت بعد مدة قصيرة من وصوله للمستشفى وبالضبط في الخامس من يناير عام 1935.

بعد وفاته كان على الشرطة التعرف على الجثة وإخبار الأسرة بوفاته ، لكنهم لم يتمكنوا من التعرف على أوين ولا أسرته والسبب هو أن اسم رونالد آوين لم يكن أبداً في الوجود  ، وهو  إنسان لا وجود له في الولايات المتحدة الأمريكية .


 ولأن أوين لم يكن لديه بطاقة هوية ، فقد عرضت الشرطة جثته للناس للمطالبة به وهو أمر شائع جدًا في ذلك الوقت وجاري به العمل و لسوء الحظ ، لم يتمكن أحد من التعرف على هذا الرجل المجهول !، ولتعزيز التحقيقات أكثر ، حاولت السلطات أن تبحث عن الرجل الذي يُدعى دون ، الذي سمعت الخادمة أن أوين يتحدث إليه عبر الهاتف . ليشتبهوا في أن دون كان هو الرجل الذي كان يتحدث إلى ماري عندما كانت تحاول تسليم المناشف لغرفة أوين .لكن لسوء الحظ ، لم تتمكن الشرطة من الحصول على دليل واحد .


تم وضع جثة أوين في منزل جنازة، وبعد فترة تلقى المنزل مكالمة هاتفية من مجهول أراد أن يقوم بالتكفل بجنازة أوين بالكامل . في 23 مارس ، تم إرسال الأموال إلى منزل الجنازة . بعد دفنه ، كانت هناك زهور تركها شخص ما على قبره اكتشف أن الزهور قد تم إرسالها من شركة Rock Flower Company وكانت مرفقة ببطاقة ترحيب كتب عليها “Love forever، Louis”. مر عام ولم يكن هناك أي دليل على القضية أو تحديد هوية أوين .

من هو أوين المجهول؟ 

في غضون ذلك العام  كانت امرأة تدعى روبي تقرأ مجلة ومقالًا عن وفاة أوين ، ويا للده أدركت أن هذا الرجل في الحقيقة هو ابنها المختفي ، حيث شرحت روبي كيف غادر ابنها برمنغهام ، سنة 1934 للسفر إلى الولايات المتحدة . كان اسم رولاند تي أوين الحقيقي أرتميس أوجليتري ذو 17 سنة . عندما غادر لأول مرة وكان يتواصل والدته باستمرار ، ولكنه مع مرور الأيام قل تواصله مع والدته  ، 

تقول السيدة التي تدعي أنه ابنها أنها شعرت بالحزن الشديد بسبب حقيقة أنها لم تكن تعلم أن شيئًا قد حدث لابنها. قالت أنها عادة ما تتلقى رسائل مكتوبة بخط اليد من ابنها ، ولكن في ربيع عام 1935 تلقت ثلاثة رسائل تم كتابتها كلها مرة واحدة ، وتقول أن الأمر الغريب هو أن أوين لم يكن يعرف حتى كيفية استخدام الآلة الكاتبة ، والشيء الغريب الثاني الذي اكتشفته أنها كانت تتوصل برسائل من ابنها بعد وفاته والدليل هو تواريخ الرسائل المرسلة.

الى اليوم تعتبر هذه القضية لغز، فجريمة الغرفة 1046 من أكثر القضايا غموضا ، بالخصوص أن الضحية في القضية هي شاب عمره 17 سنة وبدون أي بطاقة هوية وغير معروف حتى من هو ولا يوجد في القضية لا مشتبه بهم ولاحتى أسباب أو دوافع الجريمة ،ربما ستظل هذه القضية مجهولة وغامضة مدى الحياة.




مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى