غير مصنف

قتل زوجته وابنتيه .. وثائقي تعرضه نتفليكس لليوتيوبر الأمريكية شانان واتس

 

مرحبا يا رفاق، اسمي شانان واتس وأعيش في ولاية كولورادو، هكذا بدأت شانان أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها على حسابها في فيسبوك في بداية طريقها، لتصبح واحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بعدها امتلأت صفحة شانان بالعديد من الصور والفيديوهات لها رفقة زوجها كريستوفر واتس وابنتيهما، حيث تظهر سعادتها البالغة بأسرتها الصغيرة وحبها لزوجها الذي اعتبرته المنقذ لها بعدما مرت بالعديد من الصعوبات قبل أن تقابله، ثم جاء هو لتبدأ معه حياتها المليئة بالنعم، كما وصفت.

دائماً ما تنقل لنا الشاشات وعالم التقنية حياة المشاهير ، لتجعلنا نتفكر في حياتنا لماذا نحن ليس مثلهم؟ و في الواقع أن هذه الشاشات ليست سوى ستار أسود يحجب الواقع وحقيقته ، ففي حياة شانان التي أصبحت يومياتها منقولة على صفحات التواصل الإجتماعي ،و في وسط ضحكاتها هي وابنتيها وتغطيتها لحياتهاالتي بدت سعيدة على أكمل وجه وتبدو وردية للمشاهدبشكل يومي، لم يكن لأحد على الإطلاق أن يتخيل أن وراء هذه الصورة المثالية العديد من المشكلات، وأن هذه الأسرة السعيدة تنتظرها نهاية مؤلمة غير متوقعة.

بداية القصة ونهاية السعادة

في 14 أغسطس 2018، تلقت الشرطة بلاغ من إحدى صديقات  شانان تقول فيه بأن شانان   متغيبة ولا ترد على اتصالاتها على غير العادة ، لتبدأ الشرطة رحلة البحث عنها ويبدأ زوجها كريستوفر البحث معهم وإعرابه عن قلقه الشديد من أن تكون أسرته أصابها مكروه أو في مكان غير آمن.

وخلال بحث الشرطة عن القاتل، لم يكن في الحسبان أن يكون هذا الزوج الذي بدا محباً لأسرته والذي تمتلئ صفحات شانان بفيديوهات تعبر عن حبها له وتعلق بناتها الشديد به، هو من وراء كل ما يحدث وهو الوحيد الذي يعرف مصيرهم ، حيث كان الزوج يبحث بدقة مع الشرطة وتبدو عليه ملامح الخوف من الفقد .

لكن التناقضات في إفاداته للمحققين أثارت شكوكهم وسرعان ما انهارت الواجهة التي حاول تشييدها ملياً بالزيف والخداع .

ألقت الشرطة القبض على الزوج كريستوفر واتس ليتم التحقيق معه حول تفاصيل أخرى في القضية ،  ولكن الزوج قرر الكشف  عن تفاصيل صادمة للشرطة وللمجتمع الذي كان يترقب ظهور شانان وابنتيها ، حيث اعترف كريس واتس  بمقتله لزوجته في رسالة مفجعة أرسلها إلى الشرطة من السجن حيث جرى حجزه للتحقيق معه بولاية ويسكونسن في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقًا لصحيفةذا صنالبريطانية اعترف الزوج بقتل طفليه، بيلا، 4 أعوام، وسيليست، 3 أعوام ، بينما كانت زوجته شنان حاملًا في الأسبوع 15، وأشار واتس في الرسائل الى أنه كان على علاقة غرام مع زميلته في العمل نيكول كيسنجر، وأنه فكر في قتل أسرته في الأيام التي سبقت وفاتهم.

تفاصيل الجريمة المروعة 

اعترف  كريس واتس  بأنه حاول دون جدوى خنق بناته الصغيرات بإستخدام مخدة وذلك بعد مشادة مع شانان  ، منبهًا أن الفتاتين استعادتا وعيهما ونهضتا من الفراش و تعرضتا للصدمة بعد أن قتل أمهما عن طريق خنقها.

بعدها قرر التخلص من جثة شانان فقام بنقلها إلى حقل نفط بعيد يملكه صاحب العمل السابق أناداركو  واصطحب معه ابنتيه الصغيرات و ومجرفة وأشعل النار بعدها ،  ثم قام إلقاء جثة زوجته على الأرض، قام بعدها بخنق طفلته سيليست ذاك الثلاث أعوام ،  بينما كانت أختها تراقب قبل أن تسقط بجسدها من خلال فتحة بقطر ثماني بوصات في إحدى برك النفط.

بعد اعتراف كريس للشرطة حول جريمته الشنيعة بحق زوجته وبناته توجهت الشرطة الى موقع الجريمة وتم فحص ومعاينة الجثث ، حيث توصلت الشرطة الى سبب وفاة شانان ،  حيث  عثر أثناء تشريح الجثة على قطرات النفط الخام في حلق ومعدة ورئتين بيلا وسيليست، 

وقد قال الزوج في البداية قال لرجال الشرطة إنه استشاط غضبًا وقتل شنان بعد أن ادعى كذبًا أنها خنقت بناتهما.

هذه ربما تكون أكثر جريمة غير آدمية ووحشية جرت بحق زوجة وأطفالها من قبل الأب الذي يفترض أن يكون مصدر الأمن ،  ولكن القضاء الأمريكي أعطى كلمته في الجريمة لتنتهي قصة الزوجين السعيدين بالحكم على الزوج الأب القاتل كريستوفر بقضاء ما تبقى من عمره في السجن.

القصة أثارت تساؤلات كثيرة في المجتمع الأمريكي ، كما تم تداولها الآن على منصة نيتفلكس للأفلام كفيلم وثائقي جديد بعنوانجريمة قتل أميركية: عائلة الجيران “.

حيث يبحث الفيلم في حادثة اختفاء الأميركية شانان واتس (38 عاما) وطفلتيها: بيلا (4 سنوات)، وسيليست (3 سنوات)، والأحداث الصادمة التي وقعت بعدها. ويعرض مقاطع فيديو حقيقة وغير معدلة، لتسرد قصة واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في المجتمع الأميركي.

كما يتميز الفيلم بعرضه للقصة بغير الشكل المعتاد لأفلام الجريمة الوثائقية، فبدلا من سرد القصة عن طريق عرض التواريخ مع وجود راوٍ، ويتخلل ذلك بعض المقابلات العاطفية؛ اختارت المخرجة البريطانية جيني بوببلويل أن يكون الفيلم بالكامل من اللقطات الأرشيفية التي كانت تنشرها شانان باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحقيقات الشرطة، ورسائل شانان لزوجها وصديقتها.

ومن أكبر نقاط القوة في الفيلم، هو إظهار الجانب الإنساني المتخبط لشانان، إذ تظهر في مقطع فيديو وهي تحتفل مع أولادها برأس السنة ووالدهم يرتدي ملابس بابا نويل ليفاجئهم والسعادة تغمر البيت، ولكن ما لم يعرض في الفيديو أن شانان في هذا الوقت كانت تراسل صديقاتها بشأن مشاكلها الزوجية المؤلمة والمتفاقمة، ليظهر الواقعان المتناقضان بشكل متتالٍ يصعب تصديقه، ولكنها الحقيقة.

يعتبر الفيلم عائلي درامي  فهو يسلط الضوء على مجموعة من أهم القضايا الاجتماعية في ما يخص الزواج وخداع وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى فحص ثاقب للعنف الأسري الذي تتعرض له الكثيرات حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى