غير مصنف

ما قصة الأجسام الطائرة ؟ وهل نحن مقبلون على غزو من الفضاء؟

 

سلسلة من الظواهر الغريبة تم رصدها في السّماء الأيام الماضية ، والغريب أن هذه الظواهر لم يرصدها النّاس فقط، بل حتى الحكومات في عدّة دول مختلفة  .

ونظراً لغرابة الموضوع فإن الظواهر سببت لغط كبير وانتشار كثير من الإشاعات والأقاويل .

وجود هذه الأجسام وتطايرها في السماء ليس وليد اللحظة ، بل أنه ومنذ الحرب العالمية الثانية بدأت تظهر بوادر الأجسام الطيارة ،في حين أن كل شيء في العالم تغير بعد الحرب وكان أهم  المتغيرات المرصودة رؤية أجسام مجهولة تطير في الأجواء.

هذه الأجسام الغريبة رُصدت في جميع دول العالم تقريبًا وليس أمريكا فحسب ! كما أنه توجد بعض التقارير الرسمية من الحكومات البريطانية، الكندية، الدنماركية، الإيطالية، والسويدية.. مجمعة حول رؤى للأجسام الطائرة  وجميع هذه التقارير  تفيد أنها ليست طائرات، ولا أدوات معروفة من صنع البشر، وليست أجرام أو طيور أو ما شابه. بل فعلاً هي شيئ غريب يتطاير في السماء

حكومات الدول قررت مراقبة الموضوع عن كثب ، لاحظ المراقبين إن هذه الأجسام تظهر غالبًا حول المناطق العالية بالأنشطة النووّيةلذا فإن الإتحاد السوفييتي آنذاك أو روسيا حالياً  كان لها نصيب عالي من رؤية هذه الأجسام بأشكال مختلفة وكانت تحلّق غالبًا فوق القواعد العسكرية وتحديدًا النووية. فما السر ؟

وفي فترة السبعينات مجدداً   ، حدثت  ظاهرة غريبة في سماء مدينة بتروزافودسك الروسية، وهذه  منطقة يوجد فيها مراكز أبحاث سرية كانت تتبع الإتحاد السوفييتي.

حيث أشار  السكان أنهم  لمحوا جسم أشبه بالعدسة ضخم للغاية و توقف فجأة وخرجت منه نبضات شعاعية ثم اختفى بسرعة ، والقريبين من الحدث أفادوا أن إطارات نوافذهم ذابت من قوة الشعاع.

بمجرد تخيل المشهد بدأت استذكر القصص الكرتونية التي يأتي فيها الفضائيون بمركباتهم ويفتحون بابهم العملاق ويطلقون نفس الشعاع الذي وصفه الناس في المنطقة الروسية .

بالطبع فأن هذه الظاهرة أصبحت حديث الجميع في روسيا والعالم   ، وبسببها   

فأن الإتحاد السوفييتي أنشأ برنامج للبحث في الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الجوية الشاذة، ولكن انتهى هذا البرنامج بنهاية الإتحاد السوفييتي 1991. ويذكر أنه انتشر بعدها أسرار هامة عن هذا البرنامج، وفقّ أحد الجنرالات .

وفي أمريكا ظهرت هذه الأجسام  مبكرًا ، أي بعد الحرب العالمية الثانية بعامين 1947.. عن طريق الطيار كينيث آرنولد.

 حيث شاهد كينيث  مجموعة من الطائرات الغريبة ، يذكر أن كينيث طيار وعنده الخبرة الكافية لتمييز الطائرات بالجو، ولكن رؤيته لهذي الأجسام اعتبرها غامضة وأطلق عليهاالأطباق الطائرة“.

بالطبع فأن هذه الحادثة أحدثت ريبة كبيرة في الرأي العام الأمريكي ، وأصبحت بعدها ترد الأخبار الجدي  كل يوم تقريبا  عن مثل هذه الظاهرة، وأصبح يراها الآلآف وتراكمت كميات كبيرة من البلاغات والشواهد.. حتى بدأت تاخذ الحكومة الأمريكية الموضوع بجديّة وأسست مشروعين تحت قيادة القوات الجوية لدراسة هذه الظواهر باسم:

– Project Sign

  • Project Grudge

أمريكا كانت تتوقع أنّ الأجسام المجهولة تابعة للإتحاد السوفيتي ولكن نتائج التحقيقات بالنهاية استبعدت هذا الاحتمال وأشارت أنها ظواهر غير مفسرّة ، بعدها اسست  القوات الجوية الأمريكية مشروع ضخم جمعّ أكثر من 12ألف تقرير حول هذه الأجسام لدراستها وأطلقوا عليه مشروع الكتاب الأزرق عام ١٩٥٢ .

تتبع مشروعالكتاب الأزرقواحدة من أكثر الحوادث المتعلقة بالأجسام المجهولة شهرة ورصد مراقب الحركة الجوية في مطار واشنطن 10 أجسام ظهروا بالرادار وكانت رحلاتهم غير مجدولة كما أنهم لم تكن  تسير على خط ثابت مثل الطائرات، لذاً فحقاً أن هذه الأجسام الغريبة تثير الريبة .

وبعدها بأيام قليلة ظهرت  الأجسام  فوق سماء واشنطن على مرأً من  الجميع.

أرسلت القوات الجوية مقاتلات لإعتراض هذه الأجسام ولكن فور وصولهم للهدف اختفت الأجسام بسرعة! كلمح البصر ورجعت تلك الأجسام مجدداً  بعد ما نزلت الطائرات لتعبئة الوقود.

يذكر أن هذه الأجسام ظهرت مرتين فقط بأواخر يوليو 1952 وكانت تظهر في عطلة نهاية الأسبوع.

انتظر الناس بشدة تفسير هذه الظاهرة ، وانتشرت الإشاعات والأقاويل ، لذا عُقِد بالفعل مؤتمر صحفي للإجابة ، ولك أن تتخيل  إنه تم عقده داخل مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وردّ اللواء جون سامفورد مدير المخابرات في القوات الجوية الأمريكية على أنه هذه الظواهر الجوية تم تحديدها بشكل خاطئ وليست أجسام مجهولة .

بعد 20 سنة من مشروع الكتاب الأزرق تم إغلاق البرنامج وإنهاءه وذلك بعام 1969، حيث أن  النتيجة النهائية كانت لا تستحق الجهد المبذول ،  ولخصوا  أنّ جميع الظواهر التي درسوها يمكن تفسيرها ولا تشكل تهديد للأمن القومي ، يذكر أن  جميع ملفات هذا المشروع بقيت سرية تمامًا.

لم يرحب أغلب الشعب الأمريكي  بنتائج تحقيقات المشروع وبدأوا بالإدعاء أن الحكومة الأمريكية تحاول التستر عن أمر ما ، واستشهدوا بحالات لرؤية نفس هذه الظواهر بدول مختلفة وكان خلفها أجسام طائرة حقيقية، فهل من المعقول حسب وصفهم أنّ تكون الأشياء فوق سماء أمريكا مجرد ظواهر جوية؟! بينما في الدول الأخرى هي أجسام مجهولة !

 ووما يزيد الشكوك لدى الشعب  عندما قال بوب لازار وهو عالم فيزيائي ،  أنه تم توكيله بالعمل في منطقة بصحراء نيفادا يُطلق عليها المنطقة 51 كانت مأهولة بالأطباق الطائرة! فكيف للحكومة أن تقول هذه ليست سوى ظواهر جوية ! واستمرت هذه الأفكار محلّ جدل حتى عام 2008  ، عندما زار شخصان لا يحملان أية هويات رسمية مبنى وزارة الدفاع ودخلوا المكتب على لوي إليزوندو خبير عمليات مكافحة الإرهاب وأجهزة الاستخبارات وعرضوا عليه صور وفيديوهات سرية للأجسام الطائرة المجهولة وطلبوا تعليقه عليها.

الا لان تفاصيل هذه القصة غير معروفة حتى أواخر عام 2017 ، حين إلتقى لويّ بصحفيين من صحيفة نيويورك تايمز وسرب لهم 3 فيديوهات للبحرية الأمريكية اصطدمت فيها مع أجسام طائرة مجهولة

وأشار لهم  أنّ الحكومة الأمريكية كانت تحقق في الأجسام الطائرة المجهولة سرًا رغم مزاعمها.

وبالتزامن مع نشر الفيديوهات و اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية بحقيقتها وكأنها تعمدت تسريبها ومنذ هذا الاعتراف حصل تغيير جذري في تعامل الأجهزة الحكومية الأمريكية مع ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة،  وكأن هناك مسار لتهيئة الناس لإفصاح شيء هام يخص هذا الشأن بعد سنوات من نفيّه.

حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في أغسطس عام 2020 ، عن تشكيل وحدة مهمات لتحليل وفهم طبيعية وأصول هذه الظواهر المجهولة، وأشارت أنها ستقوم بإعلان نتائج مفاجئة حول هذا الأمر عام 2021. وبالفعل في نشرت وزارة الدفاع الأمريكية أول تقرير رسمي في العام ذاته 

 ، وأكد التقرير أنّ هناك 18 لقطة سرية أظهرت وجود تكنولوجيا متقدمة و غريبة جدًا بهذه الظواهر، ولا دليل أنّ الأجسام المرصودة مصدرها من خارج الأرض (الفضاء) ولا دليل أيضًا أنها من داخل الأرض،  بمعنى أنها مجهولة المصدر تمامًا.

في أواخر 2021 قررت  الحكومة الأمريكية أن ترفع السرية عن الآف الملفات و من ضمنها ملفات مشروع الكتاب الأزرق التي ظلت سرية مدة سبعون عام لتعلن ناسا تشكيل لجنة لدراسة هذه الملفات والإفصاح عن نتائجها بمنتصف عام 2023.

 منتصف عام 2022 و لأول مرة منذ 50 سنة  عقد مجلس النواب الأمريكي  جلسة استماع بخصوص الظاهرة ويشهد فيها كبير مسؤولي المخابرات في البنتاغونرونالد مولتريويقول: أن رصد هذه الظواهر الجوية غير المعروفة متكرر ويهدد السلامة العامة والجهود تبذل لتحديد أصلها الذي لا نعرفه“.

وعام 2023  أعلنت القوات الأمريكية  رسميًا اعتراض 3 اجسام مجهولة أحدهم كان فوق سماء كندا وقد يكون هذا أخيرًا دليل ملموس معلن للجميع عن الحصول على عينة من هذه الأجسام، يقول بعض النوّاب الأمريكيين أننا  سنعرف المزيد عن الأمر في الأيام المقبلة.

في النهاية هل هذا التسلسل في الأحداث يشكّل استراتيجية بغرض الإفشاء ببطء عن الحقائق الخاصة بالأجسام الطائرة المجهولة؟ وهل ما حدث خلال هذا الأسبوع أحداث عشوائي أم جزء من الاستراتيجية؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى