القديس فالنتين وحقيقة يوم الحب

قد أرتبط يوم موت القديس فالنتين بعيد الحب لدى الغرب حيث قام كهنة الكنيسة الغربية في العصور الوسطى بالربط بين موت القديس والاحتفال بعيد الحب، ويطلق على عيد الحب أيضًا عيد العشاق فيما تطلق عليه بعض الدول الغربية يوم القديس فالنتين valentine’s day وذلك بإعتباره مناسبة دينية تخضع لطقوس ومعتقدات وأسرار الكنيسة، وتتضمن احتفالات عيد الحب الكثير من المظاهر والعادات المختلفة حيث يتم تبادل الزهور والورد الملونة كما يقوم البعض بتقديم الهدايا واحضار الحلوى التي تنشر الفرحة والبهجة في الوسط المحيط.

ليس هناك حكاية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أُخرى، لكن الحكاية الأقرب بأن فالنتاين أو فلنتينوس كاهنًا في روما عاش في القرن الثالث للميلاد في عهد الإمبراطور كلاوديوس الوثني الذي يضطهد المسيحيين لأنهم لا يعبدون أوثان روما في عهده، وحدث إن بدأت الاضطرابات في عهد هذا الإمبراطور في الإمبراطورية الرومانية فما كان منه إلا أن قرر إرسال جيش عظيم للأماكن المضطربة.

وهكذا أعلن كلاوديوس حالة الاستنفار وبدأ بجمع الشباب الأقوياء لينضموا إلى جيشه محاولاً أن يحفزهم بالمال، ولكن لم تلقى دعوته إقبالاً لأن الشباب الرومانيين المتزوجين لم يرغبوا في ترك عائلاتهم والذهاب إلى الحرب وكذلك الشباب العزاب رفضوا أن يتركوا أحبائهم لأنهم يعلمون أن الحرب ستطول وقد لا يعودوا.

لهذا أصدر هذا الإمبراطور أمرًا يمنع الزواج في الإمبراطورية وامر
بأن تفسخ جميع الخطوبات القائمة، وهكذا بدأ الشبان يذهبون إلى الحرب وهم حزينين لأنهم علموا أنهم قد لا يعودون إلى ديارهم وأحبائهم ثانية وهنا علم هذا الكاهن فالنتين بقرار الإمبراطور فأخذ يدعو الجميع سرًا إلى كنيسته ويزوجهم وثنين ومسيحيين. فما كان من الإمبراطور إلا سجن هذا الكاهن حيث كانت الإمبراطورية الرومانية تجرم وبشدة ممارسة العقائد المسيحية وكانت تضع عقوبات صارمة تصل إلى حد التعذيب والقتل للمخالفين، إلا أن فالنتين لم يتوقف عن نشر الإيمان بالله حتى في السجن فما كان من الإمبراطور إلا أن اصدر أمرًا بإعدامه وهكذا قطع رأسه في الرابع من شهر فبراير في 269 ليصبح القديس شهيدًا بسبب دعمه الحب والزواج، وتصبح قصته هي قصة يوم الحب، وفي عام 476 ميلادي أعلنته الكنيسة قديسًا.

لهذا اللون الأحمر في عيد القديس فالنتين يرمز إلى الشهادة وليس إلى الحب، أي أن الكنيسة تشير إلى شهدائها باللون الأحمر.

القديس فالنتين هو واحد من أهم قساوسة القرن الثالث الميلادي في روما الذين سعوا كثيرًا من أجل نشر المسيحية والتعريف بمبادئه برفقة القديس ماريوس وذلك في ظل حكم الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني المعروف بأسم كلوديوس جوثيكوس.

وعُرف القديس في حياته بالزهد فكان يقضي أوقات كبيرة في الخلوة من أجل الصلاة كما كان يساعد المحتاجين من الفقراء واليتامى، ومارس دورًا كبيرًا في نشر الإيمان المسيحي في ذلك الوقت.

في فرنسا وإيطاليا هو يوم للحب العاطفي بين الرجل والمرأة فقط، ولا يمتد إلى أفراد العائلة والأصدقاء كما هو الحال في إنجلترا والولايات المتحدة. أما في اليابان، فتقدم النساء نوعًا معينًا من الشوكولاتة للرجال، يكون مخصصًا لأصدقائهم وزملائهم غير الرومانسيين، ونوعًا آخر مختلفًا يكون مخصصًا أزواجهن.