غير مصنف

هل سمعت بالمكتبة البشرية من قبل؟

 





المكتبة البشرية 


عندما تسمع كلمةمكتبةما هو أول شي قد يخطر ببالك ؟ من المؤكد أنه الكتب بتصنيفاتها الفنية والسياسية والعلمية والأقتصادية  ، كما يخطر ببالك الهدوء والأرفف ورائحة الكتب الجديدة مختلطة مع الكتب العتيقة ، و يبحر خيالك في المكتبات العملاقة ذات السبع والثمان أدوار ..  وقد تكون أيضا  فكرت بطاولة إستقبال المكتبة  وأجهزة الطباعة المختلفة فيها ، وفكرت أيضاً بالزائرين للمكتبة فهنالك من يأتي هرباً من ضجيج المنزل وهناك من يأتي بحثاً عن شغف جديد بين أروقة الكتب .. وهناك من يحضر لدراسات عليا ويحتاج لجرعة مضاعفة  من الهدوء .


ولكن  عزيزي القارئ ، أن مصطلح المكتبة قد تعدى هذا الحد ، لاسيما مع إستحداث أول مكتبة بشرية في الدينمارك  ، والتي تعتمد على استعارة أشخاص بتجاربهم بدلاً عن الكتب .


استحدثت هذه المكتبة منذ ١٩ عاماً في الدنمارك ، وامتدت بعد ذلك الى ٧٠ دولة منها  بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية


يقول روني آبيرجلمؤسس المكتبة ”  المكتبة البشرية هي مثل المكتبات الأخرى ، لكنها تتيح استعارة خبرة أشخاص بدلاً من استعارة الكتب “.  كما أن موقع المكتبة الإلكتروني  أشار في مقولةنقوم بتحدي الصورة النمطية  والأفكار المسبقة في إطار إيجابي ، حيث يتم قبول الأسئلة الصعبة ومحاولة الإجابة عنها ” . 


وفي هذه المكتبة بإمكانك إختيار مواصفات الشخص الذي تود الحديث معه سواء كان بدين او أعمى  أو مشرد أو لاجئ أو حتى شخص مصاب بإنفصام الشخصية وذلك لسماع قصصهم  وأخذ إجابات حول أي سؤال يدور في ذهنك ،  فبدلاً من أن تقوم بتفقد أوراق الكتب ، يمكنك تفقد عقول وأفواه الناس آخذاً  معك تجارب غنية وثرية


والمبدع في فكرة المكتبة هي أنها لا تتطلب سوى مكان للجلوس ، وأشخاص يرون قصصهم وتجاربهم ، وآخرون على استعداد للسماع .

والجميل أيضاً  أن هذه المكتبة تساهم بخلق بيئة جيدة للتفاهم والتحاور بين الأشخاص  خصوصاً مع الأشخاص الذي لا يتفاعلون كثيراً في الحياة الواقعية ، فهي تسهل المحادثات وتساهم في بناء روابط إجتماعية جيدة


أن المكتبة  البشرية اليوم تضم أناس مختلفون من كافة أطراف العالم ، مختلفون في أفكارهم وعقليتهم وديانتهم  وأعراقهم ويزورها الكثير  من الناس حول العالم .   


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى