غانم المفتاح.. قصة تحدي رسمها الأمل

لم يكن الإفتتاح الضخم لبطولة كأس العالم ٢٠٢٢  المقامة مؤخراً في ملعب البيت بالعاصمة القطرية الدوحة  الحدث الأبرز  الذي ميز الحفل ، فقد توجهت كذلك أنظار العالم بأجمع للشاب القطري ” غانم المفتاح ” الذي ظهر مع الممثل الأمريكي مورغان فريمان. 

وقد أعلنت اللجنة العليا لمونديال قطر تعيين غانم المفتاح، سفيرًا رسميًا لبطولة كأس العالم والتي أقيمت للمرة الأولى في دولة عربية إسلامية

 وسط بهجة العالم وأجواء احتفالية مميزة على أرضية ملعب البيت ، قدم النجم العالمي والبطل القطري الشاب حفلاً سُطِر بماء الذهب ، حيث استهل الحفل المفتاح بتلاوة من القرآن الكريم  ، كما جسد النجمان في حوار يجمع الشرق والغرب وهو المشهد الذي أبهر العالم،

كما شارك غانم المفتاح بعد حفل الإفتتاح لحظات مميزة جمعته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، والذي أشاد بتميز غانم المفتاح في تقديم الحفل ، بالإضافة دعم الأمير الوالد لغانم المفتاح ومسيرته في اثبات ذاته .

الظهور المميز لغانم المفتاح 

بعد الظهور اللافت لغانم المفتاح اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي على مستوى العالم لتداول تفاصيل قصته الملهمة وتحديه لإعاقته وتجاوزه للكثير من الصعاب ليكون مثالاً للصبر والنجاح ، حيث وِلد المفتاح بمتلازمة نادرة تسمى ”  التراجع الذيلي ” وهي اضطراب نادر يسبب مشكلات في  نمو الجزء السفلي من الجسم .

ولمس العالم في حفل الأفتتاح ، طموح الشاب القطري ورفضه أن يكون حبيس الإعاقة فعزيمته مكنته من عيش حياته بطريقة إيجابية رغماً من حاجته المستمرة لتلقي العلاج .

وعلى الرغم من صغر سنه وعيش حياته بربع جسد إلا أنه ناضل هو وأسرته من أجل أن يمارس جميع جوانب حياته بصورة طبيعية  ، فلم توقفه الظروف عن تحقيق أحلامه  ،   فقد أمتلك قلوب الناس ولم يكن هذا من باب الشفقة عليه بل لنجاحه في تحدي إعاقته ونضاله المستمر،  واللافت في القصة أن والدة الشاب هي من صنعت منه بطلا حسب سرده، بإصرارها على الاحتفاظ به جنينا رغم نصح الأطباء لها بإجهاضه، ثم دعمه نفسيا ومساعدته على تخطي جميع العقبات كي لا ينعزل.

ويشير غانم المفتاح في هذا الصدد “إن الصبر والإيجابية كانا السلاح الذي استطاع أن يقهر بهما إعاقته وقال “هناك من يقول إنني تحديت إعاقتي ولكن أنا أقول انني لم أتحد إعاقتي، وإنما تمكنت من التعايش معها وعدم الاستسلام لها، بل مضيت في طريقي بأمل كبير في الحياة”.

أصبح غانم المفتاح وبعد ظهوره وبكل شجاعة في حفل الإفتتاح أملاً ومصدر إلهام للعديد من الناس الذين يواجهون صعوبات وتحديات في الحياة وأصبح يتابعه الملايين عبر منصاته، ويؤكد المفتاح على رسالته الإنسانية   وأنه يطمح دائماً أن   أن يرسل من خلال مواقع التواصل، الرسائل الإيجابية بأن ذوي الإعاقة قادرون على العطاء ويمكن أن يلعبوا دورًا في المجتمع.

ويمارس غانم المفتاح حياته بكل تحدي ، فهو رياضي من الدرجة الأولى ويستمتع بممارسة أنواع مختلفة من الرياضات  والتي تبدو صعبة حتى على الأشخاص العاديين، فهو يمارس التزلج على الجليد وتسلق الجبال وكرة القدم والسباحة وكرة السلة والسباحة. كما تمكن غانم من الغوص 18 مترًا في البحار.

وتتويجًا لمسيرته التعليمية، يسعى غانم المفتاح في الوقت الحاضر للحصول على شهادة جامعية، والتخصص في العلوم السياسية بهدف أن يلتحق بالسلك الدبلوماسي ويمثل بلاده.

  في وقت سابق من الآن حصل غانم المفتاخ على لقب (سفير للنوايا الحسنة) لمؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) وسفير السلام لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسفيرًا للحملة الدعائية لمركز قطر للمال.

في العام 2018 تمّ إدراج قصّة الملهم غانم المفتاح ضمن المناهج التعليمية القطريّة (منهاج الصفّ الأوّل ثانوي بمادّة المهارات الحياتية المهنيّة، وهو نفس الأمر الذي فعلته وزارة التربيّة والتّعليم الكويتي الّتي جعلت قصّته ضمن منهاج الصفّ الثّامن إنجليزي.