قصة إختفاء الطيار السعودي .. وعائلته تتهم الحكومة الفلبينية
في أواخر مايو من عام 2018، ذهبَ طالب الطيران السعودي، عبدالله الشريف، البالغ من العمر 23 عامًا، في رحلة تدريب طيران برفقة مدربه الفلبيني، لكنهُ لم يعد بعدها وفقدت عائلته الاتصال به، إذ يشاع بأن الطائرة تعرضت لحادث، فُقدَ على إثره الطالب، وذلك وفقًا للبيانات الرسميّة، ووسط تصاعُد صرخات من ذويه تقول إن الشاب العشريني تعرض لـ اختطاف مُمنهج.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الفلبينية بعد عام من غيابه، أنها ستجري تحقيقًا منفصلاً في حادثة اختفاء طالب طيران سعودي أثناء رحلة تدريبية بمنطقة أوكسيدنتال ميندورو في منتصف مايو 2018، لتعود قضية اختفاء الطالب السعودي إلى السطح من جديد.
تفاصيل القصة :
الزمان: الثامنة والنصف صباح أحد أيّام الجمع بشهر مايو.
المكان: مطار مدينة «سان خوسيه» في الفلبين.
بدأت القصّة عندما ذهبَ «عبدالله» في رحلة مع مدربه، على متن طائرة طراز Beechcraft Baron 55 بمحركين، أقلعت من مطار مدينة «سان خوسيه» في الجزيرة.
لتختفي بعدها الطائرة عن شاشة الرادار في اليوم نفسه، تحديدًا بعد 20 دقيقة من إقلاعها، الأمر الذي أشعل نيران القلق في قلب شقيقه «محمد» الذي يُقيم معه في الفلبين، فأبلغ السفارة السعودية عن الحادث، كما صرّح شقيقه من قبل لـ«العربية»، إذ قال: «استمروا في البحث لمدة يومين“.
حيث استمر البحث عن «عبدالله» في المياه عدة أيام، إذ توصّلت تقارير وزارة الدفاع وخفر السواحل والشرطة الفليبينية بأنه «لا يوجد حطام للطائرة، ما يدُل على عدم وجود حادث للطائرة، وهذا الأمر أشار لوجود مؤشرات تؤكد بأن عبدالله على قيد الحياة».
وصل الأمر لعائلة ” عبدالله ” والتي بدأت جهوداً كبيرة في سبيل البحث عنه وفي تصريحات صحفية ، قال عمّ الضحية «عبدالله»: «عندما مسحنا المنطقة، وجدنا حقيبة المدرب وهويته، وتمت إفادتنا من قبل أهله بأنه دائمًا ما يضع هواتفه في حقيبته، إلا أننا لم نجدها، وهذا أوصل لنا صورة كاملة بأن عبدالله على قيد الحياة، وقد يكون قد تعرض للاختطاف».
وبعد عمليات البحث المستمرة، عثر أحد الصيادين على حقيبة داخلها هوية المدرب الفلبيني ، وبطاقات بنكية، وصور شخصية له، كما أن أحد زملاء الطالب المختفي أكد أنه اتصل على الهاتف المحمول الخاص بعبدالله بعد أسبوع من اختفائه، وتلقى ردًا لمدة 5 دقائق تحدثت فيه امرأة ثم أغلقت الخط.
ورجَّح شقيق عبدالله فرضية اختطاف الطائرة التدريبية التي أقلّت أخاه، وبمعيته الكابتن الفلبيني، خاصة أنه لم توجد حتى الآن أي آثار لتحطم الطائرة، وكل ما عُثر عليه حقيبة خاصة بالكابتن، ووُجدت بموقع بعيد عن موقع الإقلاع وعن خط سير الرحلة التدريبية المرسوم آنفًا.
وبكلمات مؤثرة قالت والدة عبدالله ” لا أعلم ابني حيًا أو ميتاً ، ولو أن عبدالله في ذمة الله لكنت ارتحت، وهدأت نفسي ورضيت بقضاء الله وقدره، لكني لا أعرف مكان ابني، فعبدالله ولدكم وليس ولدي»
وتابعت «آخر مكالمة صوتية ومرئية جمعتني بابني تحدث معي لقرابة ساعة كاملة قبل يومين من اختفائه. حينها عبر عن سعادته وتميزه بتعلم الطيران، وأنه حلق وحيداً في الطائرة بعد أن امتلك مهارة الطيران، وكان يشرح لي عن تخلصه من مشاعر الخوف من الطيران تدريجياً وقدرته على التحكم في الطائرة».
وأضافت: «عبدالله غير متزوج، ويعشق الطيران ذهب للدراسة سنة كاملة في أمريكا، ونظراً لظروف السفر والتأشيرات، لم يتمكن من إتمام دراسته هناك، والتحق بكلية رابغ للطيران ، وبعد حدوث تأخير في مدة التدريب طلب منا إرساله لإتمام دراسته في مجال الطيران المدني بالفلبين
«عبدالله كغيره من الشباب حريص على بناء مستقبله، وأنا أنتظر أن يعود إلى سالمًا، فهو وشقيقه يدرسان ذات التخصص في مجال الطيران،قلب الأم دليلها، ولم تنم عيني من لحظة اختفاء ابني خوفًا عليه“.
عائلة عبدالله توجه أصابع الاتهام الى الطيران الفلبيني ، وأنه ضالع بطريقة ما في خطف ابنهم عبدالله ،
وكشف الشريف، أن جوال شقيقه ما زال يتمّ الرد عليه من قبل فلبينين، لكن حتى الآن لا يوجد أي دليل على أنَّ الطائرة سقطت، متهمًا الحكومة الفلبينية بإهمال قضية شقيقه لدرجة أنهم لم يبحثوا عن زوجة الطيار الذي كان مع شقيقه، ولا يعرفون حتى منزله.
وأضاف شقيق الطيار المفقود، أن أحد المصادر الموجودة هناك أكدت له أنَّ الطيار المدرَّب اختفى قبل ذلك وظهر بعد فترة، بعد أن أشيع أنَّ طائرته سقطت.
وصرح الشريف بأن “السفارة أبلغت والده شفهيًا بأن البحث عن عبدالله توقف بأمر من الحكومة الفلبينية“.
ويذكر أن السفارة السعودية في الفلبين كانت قد أصدرت بيانا في الـ18 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حول قضية اختفاء الطيار السعودي، أثناء رحلة طيران تدريبية جنوب البلاد في 17 مايو/ أيار 2019، مؤكدة استمرار عمليات البحث.
وقالت السفارة السعودية في بيانها أنها “قامت ولا تزال بجميع الجهود الممكنة لحل هذه القضية انطلاقا من التوجيهات السامية الكريمة لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد –حفظهم الله– برعاية شؤون المواطنين والحرص على سلامتهم وبمتابعة من سمو وزير الخارجية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الفلبين“.
يارب يرده لوالديه سالم غانم أن شاءالله