تعرف على أول وطن قومي لليهود قبل احتلالهم لفلسطين
هل تعلم عزيزى القارىء ان هناك دولة يهودية ثانية فى العالم بعد إسرائيل ؟.
لعل الكثيرين لا يعلمون بوجود منطقة حكم ذاتي يهودية تقع في روسيا الاتحادية، وتتمتع بحكم ذاتي منذ الإعلان الرسمي لقيامها عام 1934م وحتى الآن.
حيث أثار إعلان “صفقة القرن” كما تطلق عليها بعض وسائل الإعلام أو “خطة ترامب للسلام” التي تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تباين الآراء والنقاشات والطروحات المختلفة بشأن شرعيتها ومدى إنصافها للطرفين.
وقد حددت معظم البلدان والمؤسسات الدولية موقفها من هذه الصفقة، فمنها من أيد ومنها من اعترض وقدم اقتراحات من أجل مواجهتها كعقد المؤتمرات والوقفات التضامنية وما إلى ذلك، وما زال جميع المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية يحاولون البحث عن السبل التي تمكن من مجابهة “الصفعة“.
شكلت السلطات السوفيتية في عام 1924 لجنة معنية بحل المشكلة القومية لليهود وأسكانهم في المناطق التي سكنوها تاريخيا، أي في جنوب أوكرانيا والقرم وبيلاروس وأوزبكستان وجورجيا وداغستان وأذربيجان. لكن في عام 1928 قررت الحكومة السوفيتية تخصيص المناطق المحاذية لنهر أمور في محيط مدينة بيروبيجان في الشرق الأقصى الروسي لإسكان اليهود. وفي عام 1934 نالت المنطقة المذكورة صفة المقاطعة ذات الحكم الذاتي وأصبحت بيروبيجان عاصمتها.
وتعد هذه المقاطعة أول دولة يهودية في العالم، وتوافد إليها اليهود من شتى بقاع الأرض وتجمعوا فيها، فيما كان يراها اليهود محطة تمهيدية وتجريبية للانتقال إلى ما يسمونه “أرض الميعاد”. وتقع منطقة الحكم الذاتي اليهودية (JAR) جنوب شرق روسيا، وتحدها الصين من الجنوب، ويبلغ عدد سكانها قرابة 190 ألف نسمة، من اليهود والمسيحيين والمسلمين من قوميات مختلفة، وتعتبر «اليديشية» لغة رسمية لها إلى جانب الروسية، وتمتد على مساحة 36300 كم متر، أي مقاربة في المساحة لمساحة فلسطين البالغة 27000 كم متر.
وتعد منطقة الحكم الذاتي اليهودية «JAR» إحدى الكيانات الاتحادية في روسيا بمستوى إقليم «أوبلاست»، إذ تضم روسيا جمهوريات «ولايات» وأقاليم «أوبلاست» ومقاطعات «كراي» ومناطق مستقلة ذاتيا ومدن اتحادية.
وما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول في هذه الجمهورية واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين الى جمهورية بيروبيجان ليعيشوا بأمان وسلام ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها ويتحدثوا لغة ال “يديش” لغة يهود أوروبا من دون اَي معاداة للسامية كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا.
Mcray Pynnonen