غير مصنف

بسبب جلوسهم أمام الشاشات .. أضرار خطيرة على أدمغة الأطفال ترافقهم مدى الحياة

 

لا شك أن الكثير من الناس يتركون أطفالهم بالساعات أمام شاشات الأجهزة بمختلف أنواعها ظناً منهم أنهم بهذه الطريقة قد وفّروا لأطفالهم فرصة للجلوس ومشاهدة البرامج الترفيهية وتخلصوا قليلا من عبء صراخهم أو حركتهم الزائدة، ولكن من المؤكّد أنهم يجهلون العواقب الصحية على الطفل وخاصة في مراحل نموه الأولى والتي تبعا لها يتطور جهازه العصبي وينمو دماغه بشكل سليم.

 

وقال العلماء إن قضاء الأطفال الكثير من الوقت أمام الشاشات قد يسبب ضررا دائما لأدمغتهم

بالرغم من الفوائد العديدة للهواتف الذكية إلا أنها لا تخلو من السلبيات والأضرار؛ فهي تسبب للطفل الكثير من المشاكل الأسرية والدراسية، وذلك لأن الطفل يستخدمه وقتًا طويلاً، في مقابل عدم الاهتمام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه.

كما عملت هذه الأجهزة على تفكك العلاقات الاجتماعية للطفل، وعدم الرغبة في تبادل الزيارات ما بين الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى الأضرار الجسدية التي تتعلق بإصابة الطفل بأضرار في العينين والرقبة، عند الجلوس لفترات طويلة على هذه الأجهزة.

.

وتؤدي شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية والتلفزيون إلى تغييرات في نشاط الدماغ، بالإضافة إلى مشاكل في الأداء التنفيذي، حيث يكافح الأطفال للبقاء يقظين، والتحكم في العواطف والانفعالات والسلوكيات، واتباع التعليمات والاستمرار في المهام، في المدرسة. وفقا لروسيا اليوم

كما أن اللعب لفترة طويلة يزيد من الميول العدوانية داخل الطفل؛ حيث تدور أحداث أغلب الألعاب الإلكترونية، حول الحروب والمعارك واستخدام الأسلحة والعراك بمختلف الفنون القتالية.

لذلك على الأهل متابعة موضوع الألعاب ونوعيتها، والحرص على الحد من الألعاب التي تشجع على العنف.

بعد إجراء مسح عصبي لأدمغة الأطفال الذين يستخدمون هذه الأجهزة بكثرة، اتضح أن الممرات العصبية في الدماغ تتأثر عند استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تطور سلوك إدماني على هذه الأجهزة، لذلك من المهم التحكم بفترات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية قبل أن يتحول الاستخدام المفرط إلى شبه إدمان.

اليوم أصبح هناك جزء كبير من طلبة المدارس يعانون من عدم التركيز، تبين أن الغالبية العظمى منهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية يومياً، ،ولوقت طويل، لدرجة أن السهر يعوق الفهم والاستيعاب لدى الطفل.

لذلك ينصح الأخصائيون في مجال تربية ونمو الأطفال بالحد من استخدام هذه الأجهزة خصوصًا خلال السنة الدراسية.

يفضل أطفال اليوم التواصل من خلال إرسال رسائل نصية، أو لعب لعبة مشتركة مع أصدقائهم عبر الإنترنت، بدلاً من اللقاء والتحدث والجري واللعب.

كما يشجع استخدام الأجهزة الذكية الأطفال على الجلوس بدلاً من الحركة، لذلك أكدت الإحصائيات أن عددًا كبيرًا من الأطفال اليوم يعانون من السمنة بالإضافة إلى مشاكل صحية مرتبطة بها مثل السكري.

وخلال الدراسة، طلب العلماء من الآباء الإبلاغ عن المدة التي يقضيها الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهرا و18 شهرا، أمام الشاشات كل يوم.

وتم تصنيفهم في مجموعات: أقل من ساعة، ساعة إلى ساعتين، ساعتين إلى أربع ساعات وأكثر من أربع ساعات.

ثم فحص العلماء نشاط الدماغ لدى الأطفال في عمر 12 و18 شهرا، وشمل ذلك سمات مثل مدى الانتباه والتحكم في الانفعالات في سن التاسعة.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا للشاشات لفترة أطول لديهم موجات منخفضة التردد أكثر، مطابقة مع كفاحهم للبقاء في حالة تأهب.

وتنمو الأدمغة بسرعة منذ الولادة، لكن الجزء الذي يقف وراء الانتباه والعواطف، قشرة الفص الجبهي، يستغرق وقتا أطول حتى يتشكل.

ويتعطل هذا النمو بسبب المرور السريع للصور والأضواء الوامضة من الشاشات. وتصاب أدمغة الأطفال بذلك بالارتباك وتكافح من أجل تطوير المهارات المعرفية.

وقال البروفيسور تشونغ ياب سينغ المشارك في الدراسة: “لا ينبغي الاستخفاف بالنتائج لأنها تؤثر على تنمية الأجيال القادمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى