غير مصنف

ايمانويلا.. الفتاة التي فقدت ٤٠ عام ولا تزال الشرطة تحقق فيها

 

أعاد إعلان فتح تحقيق في اختفاء إيمانويلا أورلانديالمراهقة التي كانت تعيش في الفاتيكان قبل 4 عقودالأمل في كشف ملابسات قضية توصف بأنها من الأكثر غموضا في تاريخ الكرسي الرسولي.

ويبدو أن ما كشفته شبكةنتفليكس” (Netflix) في أكتوبر الماضي عبر عرضها فيلما وثائقيا عن القضية قد أحيا الآمال بكشف واحد من أشهر الألغاز في تاريخ إيطاليا.

وأعلن الفاتيكان في مطلع يناير ٢٠٢٣ ،  أنه سيفتح تحقيقا في وفاة الفتاة التي اختفت منذ نحو 40 عاما، في حادثة أثارت الكثير من التكهنات دون أن يصل أحد إلى أسبابها الحقيقية.

تفاصيل القصة :

خرجت الطفلة مانويلا من منزلها في شهر يونيو ١٩٨٣ من منزلها في روما كعادتها متوجهةً لمدرسة الموسيقى التي تدرس بها ، ثم اتصلت بعد ذلك لأختها لتخبرها بأنها حصلت على فرصة عمل في شركة آفون للتجميل ، وستذهب لآداء المقابلة فور إنتهائها من درس الموسيقى.

حل الظلام ولم تعد إيمانويلا للمنزل ، وقلق والديها لعل مكروهاً ما أصابها وبدأو بالتواصل مع صديقاتها لتخبرهم إحداهن أنها رأت إيمانويلا في سيارة بي أم دبليو سوداء مظللة بالكامل، هذا الأمر زاد الخوف عند والديها فتوجهوا مباشرة الى لتبيلغ الشرطة وتسجيل حالة إختفاء ، بدأت بعدها الصحف بنشر الخبر على صفحاتها .

بعد ثلاث أيام من إختفاء مانويلا بدأ الأمر يتجهة لمنحى درامي ومريب ، حيث اتصل فتى يبلغ من العمر ١٦ عام يدعى بيرلويجي وقال أنه التقى بمانويلا في نفس اليوم الذي اختفت فيه عند ساحة نافونا ، وقام بصفها بدقة مشيراً حتى لآلتها الموسيقية  ونظارتها وشعرها كما أخبرته كذلك بعزمها للذهاب لشركة آفون للتجميل وقص شعرها هناك لتصبح كشخصية ديزني المحبوبة بارباريلا .

وبعد ثلاث أيام من إتصال الفتى ، تلقت عائلة الفتاة إتصالا آخر من رجل يدعى ماريو ، وقال أنه يملك حانة بالقرب من مدرسة الموسيقى التي تذهب إليها إيمانويلا ، وقد أتت إليه زبونة تدعى بارباريلا طلبت منه لاحقاً أن يعيدها لمنزلها لتحضر حفل زفاف أختها! أصبح الأمر مريبا ويبعث الشك !

انتشرت الأقاويل في المنطقة حول سر إختفاء إيمانويلا ، فتداول الجيران أنها كانت تواعد رجلاً ما وهربت معه هذه الشائعة شكلت صدمة قوية لأهل الفتاة خصوصاً أنهم محافظين جدا ووالدها يعمل شخصياً لدى بابا الفاتيكان يوحانيس باول الثاني ، ومع ذلك قام والدها بنشر ٣٠٠٠ ملصق يدعوا في الناس للبحث عن ابنته المفقودة .

أصبحت ايمانويلا حديث الساعة وخصوصا عندما قام بابا الفاتيكان بدعوة مختطف إيمانويلا في خطبته بكاتدرائية القديس يوم الأخد الثالث من يوليو نفس العام ، الغريب في الأمر أن العائلة والشرطة تلقوا اتصالات متعددة تخبرهم بأن الفتاة مخطوفة واطلاقها سيكون مقابل تسريح محمد علي آغا من السجن ، وهو متطرف تركي الجنسية أدين بتهمة إغتيال صحفي ومحاولة إغتيال بابا الفاتيكان نفسه وقد قبضت عليه الشرطة الإيطالية وتم الحكم عليه بالسجن مؤبد .

ظنت الشرطة في البداية أن الأمر خدعة  الا أنهم تفاجأوا بتلقيهم تسجيلاً هاتفياً من إيمانويلا وتم ذكر فيه أن الفتى بيرلوجي وماريو صاحب الحانة ما هم الا أعضاء من منظمة محمد علي آغا واتصالاتهم كان مخطط لها !!.

رفضت الشرطة اطلاق سراح الآغا التركي واستمر في المقابل إختفاء ايمانويلا لسنوات وبدأ العالم يتناسى قضية الفتاة المخطوفة ، الا أن والدها جعل من يوم إختفائها ذكرى سنوية يخرج فيه لساحة الفاتيكان حاملاً معه صورة ابنته ويذكر بها العالم حتى شاب رأسه

توفى بابا الفاتيكان عام ٢٠٠٥ وحل مكانه البابا بينديكت ، ومن جانب الآغا التركي محمد علي فقد تنصر في السجن عام ٢٠٠٧ وحصل على عفو من البابا عام ٢٠١٠ ، لتعود معه تفاصيل إختفاء إيمانويلا حيث أشار أنها ما زالت حية في تركيا وهي رهينة لإطلاق سراحه!.

الأمر أشبه بالخدعة والقصة الدرامية مجهولة الخيوط ، حيث ظهرت شائعات منها أن اختفاء إيمانويلا ما هو الا جريمة وقد حدثت فعلياً في داخل الفاتيكان والمتورط بها أحد رجال الكرسي البابوي ، وأن ايمانويلا أغتصب والحل الوحيد هو التخلص منها للأبد كي تبعد الفضائح والشبهات عن رجال الفاتيكان  ، وأشارت الشائعات أن رجال الفاتيكان استخدموا عصابة الآغا محمد علي ليكون غطاء على قصة مقتل إيمانويلا !

تفاصيل الشائعة وصلت لعائلة الفتاة ولحكومة الفاتيكان وعادت المظاهرات مجدداً في ساحة الفاتيكان أمام ساحة القديس بطرس لتطالب بالعدالة  وكشف مجريات الحادثة.

وفي عام ٢٠١٢ بدأت نظرية غريبة تدخل في أطراف الحادثة ،حين قال القسيس جابريلي أومورثوهو طارد أرواح شهير في روما –  أن منظمة تابعة للمافيا اختطفت الفتاة واغتصبتها ودفنت جثتها داخل قبر زعيم المافيا أنريكو دي بيريس وذلك في كنيسة القديس  أبو ليناريس ، على حسب كلامه قررت الشرطة بفتح القبر وكانت المفاجأة !!!

حيث وجدت الشرطة وجود جثة أخرى بداخل القبر ! وتم إجراء تحليل DNA  لتظهر النتيجة أن العظام ليست لإيمانويلا ،بل لشخص آخر من ضحايا المنظمة !

فماتت القضية مرة أخرى ولكن والدها بقى يتذكرها

ويخرج وحيداً ليحيى قصتها في كل عام  وسط تعاطف المحبين .

وقبل أشهر قليلة وبينما كانت سفارة الفاتيكان في روما تجدد أرضيتها فوجئ عامل الصيانة بوجود هيكل عظمي  قد دفن تحت أرضية الفاتيكان ، فجاءت  الشرطة وأغلقت السفارة مؤقتا وطوقت المكان .

صدمة أخرى تتوالي في الفاتيكان حيث أعلن فريق الشرطة عثوره على جثة فتاة اختفت كذلك في ظروف غامضة عام ١٩٨٣ ، ولا زالت تجرى تفاصيل التحقيقات حول مقتلها الا أن نتائج التحقيق الأولوية أكدت إفادة الطب الشرعي والجنائي أن الجمجمة تعود لفتاة تبلغ من العمر ٣٠ عام ، ومن جانب عائلة إيمانويلا فهي رفضت ربط الجثة بإبنتهم مرجحين أنها لا تزال مفقودة .

أما البيان الحديث لفريق التحقيقات فقد أشاروا أن العظام الموجودة ليست  لإيمانويلا ، بل لرجل مات عام ١٩٦٤ .

احداث درامية تظهر في القضية الغامضة

تلقت عائلة اورلاندي ظرفاً بريدياً من مجهول يقول لهم ان ايمانويلا مدفونة في المقبرة الالمانية في روما وذكر ايضا جملة مبهمة: (ابحثوا حيث يرشدكم الملاك) بالمناسبة، المقبرة رغم كونها في روما الا انها تتبع الفاتيكان اداريا.

بعد ابلاغ الشرطة رفض الفاتيكان التعليق لكن تمكنت الشرطة لاحقا من الحصول على اذن بالدخول وتمكنوا من حل لغز جملة (ابحثوا حيث يرشدكم الملاك) اذ وجدوا تمثال لملاك مكتوب عليه (ارقد بسلام)، تم فتحه وكانت الصدمة انه فارغ!! حتى بقايا الجثة الاساسية لم تكن محلها! وأصرت عائلتها بأن هناك ماتم اخفاءه، وبعد التحقيق مع مسؤول المقبرة قال ان القبر تم تجديده. في2010 وربما تم اخذ الرفات ، هذه القضية أدت لكشف سر اعترف به متحدث الفاتيكان بأن تحت هذه المقبرة يوجد مستودع لحفظ عظام بعض الأموات وربما نقلت الجثث هناك مازال التحقيق مستمر والحقيقة غائبة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى