غير مصنف

أين اختفوا أطفال الضفادع في كوريا ؟

 

قصة اليوم  تعتبر من أغرب القصص التي حدثت في بلاد الحداثة والتقنية وهي كوريا الجنوبية ، حتى الكوريين أنفسهم يعتبرونها الأغرب في تاريخهم ، وتعتبر القصة هي الأكثر تداول في كوريا الجنوبية  خصوصاً أن  المستهدفين فيها كانوا مجموعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم ١٣ سنة .

تعود تفاصيل القصة ح قبل أكثر من 30سنة وتحديدًا في سنة 1991 ، عندما كانت الأجواء في كوريا هادئة ومسالمة، ولكن في مقاطعة تانجو انفجرت حادثة أصابت الكوريين بالذعر ! والسبب 5 أطفال.

حصلت تفاصيل الحادثة في يوم عطلة أثناء  الانتخابات الكورية ،  عندما قرر  5 أطفال جيران يسكنون في حارة واحدة ،  استغلال  إجازة الإنتخابات في المغامرات  واصطياد   بيض ضفادع السلمندر.

وكانت المنطقة إلي يعيشون فيها منطقة شبه استوائية لذلك مكان المغامرة لم يكن بعيد عن منازلهم فبسهولة ممكن أن يعودوا الى منزلهم . الأطفال اتفقوا واقدموا على المغامرة في وقت مبكّر من الصباح.

وتمرّ ساعة وساعتين  وبعدها ثلاث ساعات،  

فلاحظ أحد الآباء غياب ابنه من  المنزل  وتأخر عودته الى هذا  هالوقت ، على الرغم من قرب الغابة ومكان المغامرة من المنزل  ، انتظر الأب المكلوم  عودته ابنه ساعات أكثر  ولكن الشمس غربت  والولد ما يعد!

قرر الأب أن يخرج و يتفقد ابنه ، واذا به  يكتشف إن آباء الأطفال الآخرين يبحثون في الغابة كذلك عن أولادهم ، وتعالت أصواتهم وهم ينادون ويبحثون ، ولكن لا مجيب ! فأين ذهب الأطفال؟ بدأ الخوف يتداخل في قلوب الآباء خشية من أن يكون مكروهاً ما أصابهم .

للأسف الشديد طال الوقت ولم يُعثر عليهم بعد ، وهذا ما زرع شكّ الآباء أن الأطفال من الممكن أن يكونوا ذهبوا للغابة الجبلية .

وهنا المشكلة ،  لأن الغابة الجبلية تعتبر  ميدان الرماية العسكري للجيش الكوري وهي منطقة حساسة جداً ولطالما ابتعد عنها السكان المحليين .

عاش الآباء خوف قاتل فقرروا ابلاغ الشرطة على الفور حتى يتمكنوا من العثور عليهم أسرع ، ولكن الشرطة أهملت الموضوع و قالت من المؤكد أن أطفالكم “هربوا” ولم تسعى لتكثيف البحث عنهم . 

هذا الجواب كان مستفز جداً  للآباء،  وأعطاهم مجال للشك والريبة ،  ودارت بينهم  فرضية إن الحكومة الكورية متآمرة بالقضية، ولم  لا؟ هل لأن  القاعدة العسكرية القريبة من المكان لها علاقة بالقضية؟!

اسئلة كثيرة دارت في عقل الآباء ومخاوف في قلوبهم لا تتبدد والشرطة لم تتعاون على الوجهة المطلوب ، فكيف التصرف؟

مستوى هذه الفرضية ارتفع عند الآباء وخصوصاً بعد شهادة الطفل ” وون ” الذي كان من المفترض يكون هذا الطفل سادس الأطفال الخمسة الضائعين ولكنه أصر إنه يعود الى المنزل لتناول وجبة الإطفال ثم يستأنف المغامرة معهم . 

ولحسن حظ ” وون ” عندما عاد مجدداً ليكون معهم ،  يقول إنه سمع صوت اطلاق ناري ثم سمع بعدها صوت صرخة ، وهذا ما جعله  يركض بسرعة ويرجع للمنزل .

ونظراً لتعقيد القصة وغرابتها بدأت تظهر فرضيات وتداولات أخرى بين السكان المحليين ، إحداها تقول بأن الأطفال تم اختطافهم من قِبل كوريا الشمالية وأخذت هذي الفرضية تأييد كبير وهذا بسبب عملية الخطف الفضيعة لطائرة الركاب الكورية 858 التي تم تفجيرها وإسقاطها بالبحر بأوامر من رئيس كوريا الشمالية آنذاك “كيم جونغ” في سنة 1987 ، أي قبل 4 سنوات من حادثة إختفاء الأطفال الخمسة.

كما ظهرت فرضية أخرى بين السكان والاي تشير بأن الأطفال تم قتلهم من قبل قبائل تعيش في المناطق الجبلية  ، اتباعًا للأسطورة القديمة إلي تقول ان “كبد الأطفال” يشفي من الأمراض.

تنوعت الفرضيات وانتشرت الاشاعات ،  لكن بقيت الرواية البوليسية هي الفرضية الأكثر قبولَا للناس والتي تقول إن الأطفال “هاربين” حسب ما أشارت الشرطة .

ولكن الآباء كانوا يقيمون  أداء الشرطة ضعيف جداً  في القضية وغير متعاون ،  مما اضطرهم   لتقديم استقالات  من وظائفهم للحصول على مكافآت نهاية الخدمة وبالتالي يكرسون  الأموال لإيجاد أطفالهم بأنفسهم.

الغريب في القضية.. أن الآباء كانوا يعلقون بالشوارع صور لأطفالهم ومكتوب عليها “مفقودين” ولكن الشرطة كانت تستبدل هذي الصور بعبارة “هاربين” ، وكأن القضية أصبحت بين عزم الآباء وتخاذل الشرطة.

الآباء كانوا على اقتناع التام بأن الشرطة متورطة في اختفاء أطفالهم وأنهم  يحاولوا  التستر على شيء ما مجهول ويرغبون بغلق القضية بسرعة.

بعد  أيام من القضية ، .وصلت مكالمة مربكة من شخص ادعى انه زعيم عصابة خطف الأطفال ويريد مقابلهم مبلغ مالي كبير .

اتفق الآباء والشرطة أخيراً ،  وقرروا  جمع  المبلغ ولما عند وصولهم للمكان المحدد 

 اكتشفوا  بأن المكالمة مجرد أكذوبة من شخص مريض. 

لكن الآباء اعتبروها  نقطة ايجابية ولاحظوا اهتمام الناس بالقضية وتجاوب الشرطة معهم .

والاهتمام ازداد وتضخم وأصبحت الصحف تنشر   أخبار عن القضية، كما تساعدا ووسائل الإعلام  في كل نشراتها،  وهنا موقف الشرطة بدأ يتغير حتى وصل إلى الرئيس الكوري نفسه “روو تاي”   ، والذي ظهر في بيان رسمي أعلن فيه عن إرسال 3000 ضابط لمنطقة اختفاء الأطفال على أمل العثور عليهم أو الوصول لهم .

أصبحت قضية الأطفال رأي عام بعزيمة الآباء وبالفعل بدأت فورًا عمليات البحث، والمثير أنها كانت تُعرض LIVE على البث المباشر والكل مترقب متى يتم العثور على الأطفال . حسب التقارير أن الخطة كانت  إنهم يبحثون 500 مرة في المنطقة الواحدة وللأسف لا يوجد أي أثر أو دليل على الأطفال.

مرت الأيام وقل هيجان القضية والتحقيقات بعد عمليات البحث الشاسعة التي لم تطلع بنتيجة ، كما زاد تداول النظريات الغريبة بخصوص  القصة .

الآباء  يقولون إن الشرطة بحثت في كل مكان لكنها تجنبت تمامًا البحث في القاعدة العسكرية القريبة من المكان أو التحقيق مع الجيش الكوري. لماذا يا ترى؟

لحسن الحظ أن صحفي شارك بعمليات البحث  اسمه كان “ناي جوبونغ” ، وقد كرس حياته المهنية في تغطية القضية، ويشير إنه لاحظ شيء غريب في كل مقابلاته مع الآباء وهو تكرار وجود بعض الشخصيات إلي كانوا يدعّون إنهم صحفيين

الصحفي “جوبونغ”  يقول إنه طلب بطاقاتهم الشخصية ولكن شعر بأنها بطاقات مزيفة وبعد مدة اكتشف إنهم شخصيات تعمل في المخابرات! وليس صحفيين كما ادعوا.

تفاصيل الأحداث في هذع القصة وصلت لمستويات مجنونة من الغرابة والريبة ، حيث ادعى  الآباء  إن “الجيش الكوري” اتصل بهم وطلب يقابلهم بدون علم الشرطة، وعند وصولهم  طلع لهم مسؤول عسكري برفقة ضباط برتبة عالية ، وقال لهم المسؤول  إنه  سيهب أحد الآباء قوى خارقة للطبيعة تستطيع أن توصلهم لمكان الأطفال!! هذه الرواية ترسم علامات استفهام كبيرة حول الجيش الكوري وعن هذا المسؤول بالتحديد! 

هل تتفقون؟

عاش الآباء صدمة صمت  من كلام المسؤول ،  الذي من  المفترض أن يكون من أهم من القيادات عسكرية بالجيش الكوري! وبدأ المسؤول يصف لهم طقوس غريبة تساعدهم  للحصول على القوى الخارقة، 

وأثناء عمل هذي الطقوس صُرعت إحدى زوجات الآباء وبدأت بالركض بشكل هستيري وهنا المسؤول استغل الموقف لصالحه واخبرهم بملاحقتها لأنها تجري نحو مكان الأطفال!. ركضت المرأة وسط شجيرات الوحل في جنح الظلام وتوقفت ثم صرخت وقالت “هنا أطفالنا” تفاجأ الآباء وأسرعوا في استكشاف ونبش المكان ولكن لمّ يعثروا على شيء ابدًا ثم وانقطع عنهم الضباط ورفضوا التواصل مجددًا.

في عام 2002 وبعد مرور 11 عام  منذ اختفاء الأطفال وخمد صوت القضية لكن صوت الآباء ما زال يتعالى رغم الهدوء. 

و في يوم 26 سبتمبر من نفس هذا العام حصل تحديث جديد أفاق صوت القضية كما وكأنها بدأت من جديد ، عندما عثر أحد السكان على ملابس مدفونة تحمل رفات بشرية بالمنطقة إلي اختفوا منها الأطفال وصلت الشرطة واكتشفت انها جثث الأطفال!

والمخيف هذا المكان تم تفتيشه 500 مرة أثناء عمليات البحث من قِبل 300ألف ضابط ومتطوع ولم يُعثر فيه على الأطفال الا بعد 11 سنة من قِبل شخص عادي!

التحقيقات المخيفة عند نبش القضية

لماذا جثث الأطفال مدفونة؟ هل ممكن أنه تم قتلهم ودفنهم؟وكيف ماتوا الأطفال  في مكان قريب من منازلهم؟ وفي منطقة قريبةً رغماً عن الآباء بحثوا عنهم من ساعات مبكرة من غيابهم ؟

أن الأمر اللافت في هذا القضية هو إن مكان العثور على جثث الأطفال يبعد فقط 200 متر عن ميدان الرماية العسكري للجيش الكوري ، فهل للجيش علاقة بإختفائهم ؟ 

أبلغت الشرطة الطب الشرعي عن رفات الأطفال للتحقيق في سبب وفاتهم ولكن عند وصول  الأطباء الشرعيين صدموا من غباء الشرطة عندما كانت تحفر في بقايا الجثث بطريقة خاطئة أدت الى غياب الأدلة !

الأطباء قالوا إن بسب هذه الأخطاء لم يستطيعوا  تحديد  أي شيء متعلق  بأسباب الوفاة مما دفعهم  لإرسال فرق خاصة للبحث عن اثار جديدة.

والغريب إنه في اليوم التالي خرجت الشرطة وقالت إن سبب وفاة الأطفال هو “انخفاض درجة الحرارة” ! هذا الحكم أخذ سخط ورفض شديد لأن أقل درجة تم تسجيلها في ذاك اليوم هي 3 درجات مئوية ولو افترضنا انهم ماتوا منها ستكون جثثهم  فوق الأرض لكنها كانت مدفونة ! 

و من حسن الحظ أن الفرقة الخاصة للطب الشرعي استطاعت أن تستخرج بقايا جديدة لجثث الأطفال بشكل آمن وخضعت هذي البقايا للفحص ، ونتيجة الفحص كانت صادمة للجميع ! حيث وجد  الأطباء آثار ثقوب كبيرة في جماجم الأطفال كان يُعتقد أنها علامات طلقة نارية ولكن الأطباء اكتشفوا ان العلامات ليست لجرح ناتج عن رصاصة وهي على الأغلب علامات تعذيب!!!

والطب الشرعي في كوريا كان عاجز عن تفسير وجود بعض العلامات الغريبة في عظام الأطفال ،  فأرسلوا صور  لعلماء انثروبولوجي في الولايات المتحدة الأمريكية ،

وكانت إجابتهم أن هذه الجروح من صنع الإنسان وحصلت وقت موت الأطفال.

خلاصة تقرير الطب الشرعي أكدت أن الأطفال تم قتلهم وفي نفس المكان الذي عُثروا عليهم ولم يتم تحريكهم لأي موقع آخر واستمروا هناك لعشر سنوات حتى تحللوا”

دفنت القضية بضحاياها وخمد صوت الجميع ، ولكن الكثير يعتبر  أن هذه القصة “مؤامرة” وجانب مظلم من كوريا الجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى