شاركنا معلوماتك .. ماذا تعرف عن قصة النصب التذكاري؟
المكان: فانكوفر – كندا
الزمان: 1 أوكتوبر 1940
إلتقط المصور الأمريكي كلاود ديتلوف (Claude P. Dettloff)، هذه الصورة أثناء مسيرة فوج القوات الكندية عبر شوارع مدينة فانكوفر، وهم في طريقهم لمغادة البلاد في مهمة سرية خلف البحار، ضمن مهام الجيش الكندي في الحرب العالمية الثانية.
التقطت الصورة بواسطة المصور ديتلوفت حيث استطلع بعدسة كاميرته الصغيرة من إظهار الجانب الآخر من الحرب ومشاعر الفقد لعائلات الجنود ، حيث التقط صورته لصبي صغير يبدو أنه يبلغ من العمر ٥ أعوام ، نجح بالإفلات من قبضة والدته ليجري نحو والده الجندي الذي يتجهز للذهاب لغمار الحرب ، يركض الصبي ويطلق كلماته ” انتظرني يا أبي ” أن الطفولة البريئة لا تعلم ويلات الحرب ! ولا يعي أن هذا الوداع قد يكون الأخير ،، فربما يعود والده وربما تصعد روحه فداءً للوطن .
جموع المتفرجين أطلقوا ابتسامات ونظرة الشفقة على تصرف الولد الصغير لينجح المصور الذكي بالخروج بصورة بقت للتاريخ وتجسد معنى آخر للحرب ، بدلاً من الأسلحة والبنادق ، بل هي لحظة الوداع الأخير .
الأب الجندي هو جاك رينارد ، ضمن أفراد الكتيبة الكولومبية البريطانية ، وقد أُرسلت الكتيبة بعيد خلف المحيط الأطلسي لتشارك في الدفاع عن السواحل البريطانية أمام هجمات القوات البريطانية ، ثم تم نقل الكتيبة بعدها الى أوروبا ، لتشارك بصورة مهمة في تحرير فرنسا أضافة الى مساهمتها في عمليات قتالية اخرى في هولندا وشمال المانيا ، وآخر معركة خاضتها الكتيبة في ١٧ من ابريل عام ١٩٤٥ حينما تمكنت من عبور قناة كوستين بألمانيا ، خلال تلك المعارك الدامية فقدت الكتيبة ١٢٢ رجلاً من أفرادها وجُرح ٢١٣ آخرون .
بعد خمسة أعوام من الغياب، وفي أوكتوبر من العام 1945، عاد جاك برنارد إلى كندا أخيراً، وقد كُتبت له الحياة مجدداً، وتمكن من النجاة من براثن الحرب.. لكنه عندئذ، لم يجد زوجته بيرنيس في انتظاره، بل كان الطلاق مصيره المنتظر، فكان زواجه أحد ضحايا تلك الحرب الملعونة ، أما طفله الصغير فقد أصبح يعاني من تبعات الحرب كذلك فأصبح أبواه يتناوبان لرعايته وافتقد لجو الأسرة .
في الرابع من أوكتوبر 2014، قامت السلطات في مدينة نيو ويستمينستر الكندية (New Westminster)، قامت بالكشف عن تمثال برونزي، ينتصب في ساحة هياك (Hyack Square)، يجسد تفاصيل الصورة التاريخية المعروفة بإسم: “انتظرني يا أبي!”.