اليوم .. السلطان هيثم بن طارق يفتتح متحف عمان عبر الزمان
تتوجة الأنظار الثقافية ومختلف فئات المجتمع اليوم للإفتتاح الرسمي لأحد أضخم المشاريع الوطنية الكبرى وهو متحف “عمان عبر الزمان“، الذي يأتي انطلاقا من الفكر السامي للسلطان الراحل قابوس بن سعيد– طيب الله ثراه– الذي وضع حجر أساسه في 15 يوليو 2015 على مساحة 35,000 متر مربع.
وقد وضع حجر أساسه السلطان الراحل قابوس بن سعيد المغظم – طيب الله ثراه– إيماناً بضرورة الاهتمام بالتاريخ العماني وإبراز كل ما هو مرتبط بالتراث العريق بالصوت والصورة.
ويقع المتحف في ولاية منح بمحافظة الداخلية، وقد صمم ليكون أيقونة للمتاحف التي تبرز جهود ودور السلطنة منذ الأزل، وذلك من خلال تسليط الضوء على عمان عبر الحقب الزمنية وانتهاء بما وصلت إليه السلطنة من نهضة مباركة في مختلف المجالات.
ولأن حضارة كل أمة ثد انبثقت من تاريخ عظيم وإرث مجيد ، حرصت عُمان على الحفاظ على إرثها الحضاري العميق ، لا سيما وأن عمان أرض ووطن يعود تاريخه إلى أقدم الحضارات على وجه الأرض، بل استوطنت هذه الأرض شعوب سبقت فجر الحضارة الإنسانية، كالشعوب التي عاشت في العصر الحجري والحديدي .
وتكمن أهمية هذا المتحف الذي سيتم افتتاحه في أنه سيكون دليلا لأبناء عمان والأجيال المختلفة للتعرف على نهضتهم وتاريخهم العريق، ليمثل متحف “عمان عبر الزمان” أحد أهم المتاحف بالسلطنة نظرا لما يقدمه من بعد جغرافي للسلطنة من حيث التضاريس والتنوع البيولوجي والبعد التاريخي وجوانب أخرى تعد محط اهتمام لدى أفراد المجتمع ولمختلف الدارسين والمهتمين بالتاريخ والحضارات، وللزوار الذي يتوافدون على عمان للتعرف على إرثها التاريخي.
وسيقدم المتحف لزواره متعة تاريخية مختلفة عبر الصوت والصورة، كما سيقدم عروضا شيقة تتسم بالتفاعلية عبر استخدام التقنيات الحديثة والأدوات التي تساهم في جعل المتحف أيقونة فريدة من نوعها.
أما التصميم الخارجي للمتحف فيأتي امتداداً طبيعياً لما حوله، فهو أقرب شبها بسلسلة جبال الحجر الضخمة والمائلة.. أو كأنه نحت في الجبال التي تحيط به، فرغم ضخامته في المكان الذي أقيم فيه لا يصدمك وجوده أبدا؛ إنه متناغم مع محيطه، ومع عموم البيئة العمانية . لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بالشكل الخارجي للمتحف، فتماهيه مع سلسلة جبال الحجر يقول الكثير، ويرمز إلى الكثير لمن أراد التأمل والبحث عن الدلالات. ومما يمكن قراءته من تلك الرمزية أن تاريخ عُمان الذي يحويه المتحف شامخ كشموخ الجبال، وصلد لا يمكن تفتيته أو تجزئته، ومحمي كما تَحْمِي الجبال القوية كنوزها.
ويحاكي الشكل الخارجي للمتحف، أيضا، التاريخ العماني حينما استخدم فيه النحاس وهو أحد رموز الأرض العمانية وخيراتها، حيث كانت عُمان تصدّر النحاس إلى الكثير من الحضارات المجاورة لها.. وما زالت بقايا مصاهر النحاس منتشرة في الكثير من الولايات العمانية.