غير مصنف

“جماعة الوصايا العشر ” وقصة إنتحارهم الجماعي أملاً في الجنة

 الجنون والإجرام  لا دين لهماهذا ما ينطبق على قادة أغرب جماعات وطوائف دينية عرفها العالم في تاريخه الحديث تاركين خلفهم مآسي إنسانية تقشعر لها الابدان ،حيث مارس هؤلاء الزعماء الزائفين نفوذا وتأثيرا سلبيا على مريديهم  لدرجة  دفعتهم إلى الانتحار جماعيا سواء بإشعال النيران في أنفسهم أو شرب السم وتحريضهم إلى القيام بأعمال قتل ضد أبرياء لا ذنب لهم  كقتل طفل لا يبلغ من العمر سوى ثلاثة أشهر بزعم إنه المسيح الدجال وذلك تحت شعارات تبدو في ظاهرها نبيلة لكنها تخفي  في جوهرها أفكارا شاذة  آثمة تعجز الكلمات عن وصفها
   ويتضح  أن أشهر قادة هذه الجماعات كانوا مجرمين وتجار مخدرات وأصحاب سوابق وهم أبعد ما يكون عن الأرشاد ووالوعظ والدعوة الدينية لكنهم تمتعوا بكاريزما طاغية مكنتهم من حشد مئات بل الالاف المريدين وتسخيرهم في أداء وارتكاب ما يأمرونهم به طواعية  .
واستخدم قادة تلك الجماعات استمالات رهيبة للتأثير على اتباعهم من بينها التعاليم الدينية الصطنعة والاساطير واستغلال نصوص من الكتب المقدسة علاوة على الزعم بانهم رسل السماء لهداية البشرية والسعادة الابدية. ووفرت الرغبة فى التدين لدى البعض ببعض الدول كالولايات المتحدة وفصل الدين عن الدولة بالغرب بيئة مواتية لدعوات قادة الجماعات الدينية المتطرفة ، وليس غريبا فى أنهم وجدوا آذانا صاغية لهم لدى ملايين الاشخاص بالمجتمعات المتقدمة التى تعانى من عدم رسوخ العقيدة الدينية . 

كثيراً ما نسمع عن أخبار حوادث الانتحار الفردية , لكن العجيب ان هناك حالات انتحار جماعية غريبة جدا ضمت العشرات او المئات من البشر في وقت واحد وللسبب نفسه , وعبر التاريخ وقعت حوادث انتحار جماعية عديدة لأسباب مختلفة. منها انتحار جماعةالوصايا العشروقد بلغ عددهم ٨٠٠ شخص .

تعود تفاصيل الواقعة عندما انتحر ٨٠٠ فرد بشكل جماعي في أوغندا  وذلك بتاريخ ١٨ مارس عام ٢٠٠٠ ،وقد انتحر  ٥٣٠ شخصاً منهم جماعياً داخل كنيسة بالقرب من العاصمة الأوغندية كمبالا بعدما أغلقوها على أنفسهم وأضرموا بها النيران , بينما قضى الآخرون حتفهم طعناً وخنقاً وبعضهم انتحر بالسم.


تلك الجماعة التي تحمل اسمالوصايا العشرانشقت عن الكنيسة الكاثوليكيةمن أجل استعادة الوصايا العشر من الله”  وتمكنوا من ضم نحو 5 آلاف عضو لهم، وأعلن القسيس الكاثوليكي قائد هذه الجماعة  أن نهاية العالم سوف تكون عام 2000  ، كما أعلن أن كنيسته سوف تصدر صكوك الغفران لدخول الجنة ،وكانت الصكوك تباع بأسعار باهظة الثمن لا يستطيع دفعها من هم في حالة الفقر ،  لذلك أضطر القرويين الفقراء الى بيع منازلهم و أراضيهم لشراء هذه الصكوك و ضمان دخول الجنة.

وقد جمع القسيس أموالاً طائلة  بمساعدة من سكرتيره الخاص و راهباته في الكبيسة ثم قام بتحويله  لحسابه الخاص في ايطاليا  .

انتظر القرويين نهاية العالم بخوف وترقب ، ولكن مع حلول عام 2000 لم يحدث شيء وهو ما أثار شكوك و غضب السكان الذين خسروا كل شيء في سبيل شراء هذه الصكوك ، ولكن القس تدارك الموقف و أعلن أن يوم 17 مارس من عام 2000 هو نهاية العالم و بهذه المناسبة قرر إقامة وليمة كبيرة أسماهاالعشاء الاخيراحتفالا بالدخول للجنة.

واعتقدوا المنظمين للجماعة وتيقنوا جيداً  أن يوم 17 مارس من عام 2000 هو نهاية للعالم ولذلك أقدموا على الانتحار الجماعي

يوم الحادثة :

دُعي إلى العشاء الأخير  جميع الأشخاص اشتروا صكوك الغفران،  و قامت الراهبات بوضع كميات من المواد المخدرة في الطعام بطلباً من القس ،  و وقد أكل  المحتفلون وشربوا من المائدة الأخيرة بنية الوداع الأخير والظفر بالجنة .

 وها هي اللحظة المنتظرة  ، وأوصدت  الكنيسة أبوابها  وبدأ القسيس يودع بعضهم  بدعواته وكلماته و وأقنع آخرين  بالإنتحار من تلقاء نفسهم  ولقاء الرحمن في  الجنة ، وذلك  قبل أن يعمل الى تفجير الكنيسة وإحراقهم جميعاً .

وبحسب ما أفادته السلطات الأوغندية عن  الحركة، أن يوم الحادثة جاء بعد اغلاق أفراد الحركة  لأبواب الكنيسة  ونوافذها بالمسامير، وإقـامة حفلهم الـوداعي متغنيين بالأناشيد الدينية، ومتزينين بالحلل البيض والخضر والسـود للقاء الله والعيش في الجنة والفردوس .

وتعد الحادثة   أكبر انتحار حادثة جمـاعي في ذلك الوقت. لكن السـلطات الأوغندية مـا لبثت أن تيقنت من تفاصيل الحادثة  . فاستبعدت فكرة الانتحار الجماعي، وآثرت اعتبار ما حدث قتلاً متعمداً، اقترفه زعيم الطائفة المفقود، جوزيف كيبويتر. فهو قد استولى على ما كان في حوزة اتباعه من ممتلكات وامـوال، إثر ظهور كذب نبوءته، وزعمه نهـاية العالم في مقتبل ٢٠٠٠ .

أدى الحريق الى مقتل احتراق أكثر من 530 شخص في ليلة واحدة و اكتشفت الشرطة أن القسيس كان ينوي الهرب الى ايطاليا  و الاقامة في الفاتيكان وقد جهزه نفسه وفقاً لذلك ، حيث نوى  تنفيذ جريمته ثم الرحيل، ولكن ولسوء حظه  فقد فشلت خطته التي لم تكلل   بالنجاح.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى