غير مصنف

قصة السجين ذو القناع .. شاركنا توقعاتك من يكون؟

 

في سجن الباستيل الشهير بفرنسا، وبالتحديد في إحدى الليالي الباردة من سنة 1703 عاد سجين يرتدي قناعاً إلى زنزانته، واشتكى من أنه لا يشعر بصحة جيدة، تمدد في سريره ولفظ أنفاسه الأخيرة ومات ، وبعد وفاته إتخذت إدارة السجن إجراءات غير عادية للتأكد من موته، ولضمان أن هويته بقيت سراً لا يعرفها أحد سوى بضعة رجال، لذا تم إحراق كل الأدوات التي كان يستخدمها في السجن، كما تم كشط ودهان جدران زنزانته التي كان يقيم بها للتأكيد جيدا من أنه لم يترك أي رسالة، وكذلك تم تبديل الارضية ، ولكن لماذا هي التدابير ؟ وما السر في قصة موته ؟ 

البداية كانت في ليلة شتوية ايضاً ، ففي إحدى ليالي شتاء باريس الباردة من عام ١٦٦٩ ،     شوهدت حركة غير معتادة بين حراس سجن الباستيل، حيث الجميع في حالة استنفار شديد وتوتر وقلق وريبة وكأنهم يترقبون حدثاً ما  ، وبعد وقت قصير فُتحت البوابة الرئيسية لتدخل منها عربة فارهة تجرها الخيول، حيث نزل منها شخص مقنع و يحيط به عدد من الحراس.

على ما يبدو أنه سجين جديد، لكنه ليس كأي سجين عادي ، فقد أتى مستقلاً عربة فارهة، وأسندت الأوامر للجميع بمعاملته جيداً وبحذر شديد، فيما أن وجهه مغطى بقناع حديدي مغلق بإحكام شديد ، ذلك القناع سيظل ملازماً وجهه طيلة ٣٠ عام عاما قادمة وهي مدة بقائه في هذا السجن.

وقبل وصول السجن المقنع الى السجن، تم إعداد وتجهيز مقر تواجده جيداً ، حيث تم توفير  زنزانة خاصة ومنعزلة وتم تجهيزها على أفضل ما يكون، بها كل ما يحتاجه الإنسان لقضاء حياة مميزة ومرفهة وكأنها فندق بخمس نجوم ، حيث أنه حتى الغيتار التي كان يجيد الرجل اللعب عليه تم توفيره ،كما تم تنظيم قائمة طعام فاخرة ومنوعة  تحتوي على أصناف الطعام   المختلفة والتي يحبها السجين المقنع ، وبالطبع فأن هذه المعاملة ام تُقدم  لأي نزيل آخر.

كان الرجل ذو القناع الحديديهكذا عرف في التاريخذو ارتفاع مهيب يبدو عليه الشباب كما أم معاملته للحراس نبيلة وتتسم بأدب جم، لم يعرف عنه إثارة أي مشكلة، لكن الغريب طوال فترة سجنه لم يسمح له أبداً بنزع قناعه، بل كانت الأوامر توصي بقتله إذا أقدم على ذلك، فما السر ؟

    عاش السجين المقنع تحت اسم مستعار وهو مارشيولي  ، وقد كان قليل الكلام وافر الأدب ،  وقد ذكر حارس الزنزانة أنه كثيرا ماكان يسمعه يبكي بحرقه وينتحب ظناً منه    ان لا أحد  يسمعه.

توفي المقنع بعد ثلاثون عاماً من الوحدة والسجن لاشك انها كانت مُرة في زنزانته، وقد حرصت إدارة السجن للتأكد ان ل زنزانته لا تحتوي على أي رسالة سرية تدل على هويته بعد موته  ، فغيرت الارضية ودهنت الجدران واحيطت الحراسة بقبره شهرا حتى تم التأكد من تحلله!

حرص يعكس  أهمية هويته . فمن هو ؟

كتب الكثيرون عن الرجل المقنع ودارت حوله العديد من الروايات والقصص ، و قد كان فولتير أحدهم حيث ذكر في كتابهأسئلة حول الموسوعة”  أنه الأخ غير الشرعي للملك الفرنسي وهو ثمرة حب بين الملكة والكاردينال مازاران.

وقد عاش السجين الغامض في عهد لويس الرابع عشر والذي كان بالنسبة لأنصاره ملك الشمس الذي وسعت فرنسا في عهده وعززت حدودها. وبالنسبة إلى منتقديه، كان طاغية، وكانت فرنسا في عهده دولة بوليسية، فيما كان يصدر في حكمه عن فكرة دينية تتلخص في أنه ممثل لله على هذه الأرض.

بسبب طغيانه على  السجين المقنع وحبسه خلف قناع وجدران طوال ٣٠ عام بدون أي ذنب يذكر ، سوى أنه من نسل الملوك ، أصبحت هويته لغز كامل حتى الآن، حيث استغلت هولندا عدوة فرنسا في ذلك الوقت تلك التعمية، وروجت أن السجين المقنع هو العاشق السابق للملكة الأم وأنه الأب الحقيقي للويس الرابع عشر، مما يجعل لويس ملكاً غير شرعي!

ومن جانبه ، فإن الشعب الفرنسي تداول  شائعات كثيرة حول هوية السجين الغامض، أبرزها أنه فرانسوا دي بوربون ابن عم الملك، أحد قادة فروند، الفصيل الذي تآمر ضد الملك في بداية حكمه، والبعض تحدث عن أن الرجل ذو القناع هو أخ غير شقيق للملك.

في منتصف القرن التاسع عشر ألهمت قصة السجين ذو القناع الكاتب الشهير ألكسندر دوما، والذي قام بكتابة قصة عنه، أظهره فيها على أنه أخ توأم للملك لويس الرابع عشر، ومن هنا ذاع صيت السجين ذو القناع أكثر وأصبح حاضراً في كثير من الأعمال الإبداعية.

احتمالات كثيرة توقعت شخصية السجين المقنع .. أنت كقارئ من تتوقع شخصية هذا السجين؟ شاركنا تعليقك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى