
بخسائر بلغت 2.742 مليار ريال عماني في 2023 .. تعرف على خطة التحول الجديدة للطيران العُماني
نشرت شركة الطيران العماني تقريرها السنوي لعام 2023 أوضحت فيه وتيرة عملها خلال العام المنصرم ، وهذا ما جاء في التقرير :
خلال عام ٢٠٢٣، قطعت شركة الطيران العُماني شوطًا كبيرا في رحلة تعافيها من تبعات جائحة كورونا، مع تحسن معامل الحمولة ليصل إلى مستويات قريبة إلى حد كبير من مستويات ما قبل الجائحة. كما واصلت شركة الطيران العُماني وضع معايير الأداء المرجعية. وحصلت على أعلى تصنيف في المنطقة من حيث الالتزام بالمواعيد، ونالت العديد من الجوائز المرموقة في مجال منتجات وخدمات قطاع الطيران. الجدير بالذكر وبالرغم من هذه الإنجازات، إلا أن الشركة في وضعها الحالي لم تحقق أي أرباح. نتج عن العمليات التشغيلية لعام ٢٠٢٣م تكبد خسائر بلغت ١٨٥.٦ مليون ريال عماني، وذلك نظرًا لغياب التوافق لفترة طويلة بين إيرادات الوحدة الايراد للسعة) وتكاليف الوحدة التكلفة للسعة)، مما أدى إلى تكبد الشركة خسارة تراكمية بلغت ٢ مليار ريال عماني على المستوى التشغيلي منذ عام ٢٠١١م. وحيث أن عدم التوافق المذكور مسبقا يتناقض بشكل صارخ مع معظم نظراء الشركة الإقليميين، مما يؤثر على غالبية الوجهات المسيرة للشركة ويتطلب إجراء تحسينات جذرية والعمل على خلق التوافق المراد تحقيقه.
واستمرت وتيرة استنزاف السيولة النقدية خلال عام ٢٠٢٣م، مما تطلب ضخ سيولة نقدية بقيمة ٦٠ مليون ريال عماني من الحكومة العمانية، وبعد حصول الشركة على قروض بلغ مجموع قيمتها ٣٩٢ مليون ريال عماني على مدار السنوات الخمس الماضية، لا يزال وضع ديون شركة الطيران العُماني حتى ديسمبر ٢٠٢٣م غير مستدام. حيث بلغت قيمة الالتزامات طويلة الأجل الديون وعقود الإيجارات للطائرات ١.٦ مليار ريال عماني خلال عام ٢٠٢٣م مقابل ۰.۸ مليار ريال عماني – ٠.٩ مليار ريال عماني خلال عامي ٢٠١٨م – ٢٠١٩م، كما أن توقعات التدفقات النقدية لعمليات الشركة المستقبلية غير كافية لتمويل العمليات ومتطلبات الاستثمار دون اللجوء إلى ضخ المزيد من السيولة الحكومية. وبلغت حقوق الملكية قيمة سالبة قدرها ١.٤ مليار ريال عُماني، وانخفضت قيمة قاعدة أصول شركة الطيران العماني إلى النصف تقريبا منذ عام ٢٠١٩م حيث أدت التحديات إلى انخفاض كبير في قيمة الأصول. وتتطلب الشركة تحقيق الاستدامة المالية عن طريق التحول إلى نهج يحقق تدفقات نقدية إيجابية، الجدير بالذكر أن شركة الطيران العُماني في الوضع الحالي تمر بتحول جوهري من كونها مجرد شركة طيران مكفولة من قبل الدولة إلى مؤسسة تجارية تحقق الاكتفاء الذاتي.
ومع الأخذ في الاعتبار الهدف المرجو، أطلقت إدارة شركة الطيران العُماني في شهر سبتمبر ٢٠٢٣م خطة تحول مدتها أربع سنوات ترتكز على أربعة محاور رئيسية – هي: ١. الاستدامة المالية و ٢ الجوانب التجارية و ۳ رأس المال البشري و ٤. الحوكمة المؤسسية. فضلا عن ذلك، تم طرح العديد من البرامج الرئيسية التي تركز على تحسين الأداء المالي والتشغيلي. ويشمل ذلك إجراء تغييرات متعددة في خطوط ووجهات سير رحلات الطيران، وتحديدًا استبعاد وجهات الطيران غير المربحة مثل إسلام أباد ولاهور وشيتاغونغ وكولومبو، مع تعديل معدلات تسيير الرحلات الجوية لعدد كبير من وجهات الطيران الرئيسية. وبهدف تحقيق الاستدامة المالية، وجوب تصحيح حجم أعمال الشركة بشكل كلي، وتقوم شركة الطيران العُماني بالتقليص التدريجي لطائراتها الزائدة أيضاً تعمل الإدارة على تخفيض التكاليف غير المباشرة وتنظيمها، ويشمل ذلك مستويات التوظيف، وذلك لضمان الحد من التكاليف قدر الإمكان بما يسهم في تحقيق الاستدامة المالية ووضع أساس راسخ للنمو المستقبلي.
وبالرغم من هذه القيود إلا أننا لا ننسى أن الطيران يمثل أهمية بالغة للاقتصاد الحالي والمستقبلي لسلطنة عُمان، وأحد الركائز الرئيسية لرؤية عُمان ٢٠٤٠م، والتي تتضمن التنويع الاقتصادي بعيدًا عن النفط والغاز وتربط شركة الطيران العُماني سلطنة عُمان بالعالم الخارجي والعكس صحيح، مما يتيح تعزيز فرص نمو السياحة والانتعاش التجاري، كما تساهم في تصدير الثقافة باعتبارها أحد الوسائل الفعالة للتعريف بالثقافة العمانية والترويج الفعال للسلطنة بطريقة غير مباشرة. وعلاوة على ذلك، تساهم الشركة في تعزيز القيمة المحلية المضافة: وفي عام ٢٠٢٣م فقط، بلغت قيمة إنفاقها المحلي حوالي ۳۰۰ مليون ريال عماني، أيضاً تحتضن الشركة بشكل مباشر حوالي ٤٠٠٠ موظف في جميع أنحاء البلاد. ومع استمرار تنفيذ رحلة التحول من المتوقع أن يكون عام ٢٠٢٤م عاما مليئًا بالتحديات، لاسيما في ضوء الوضع الجيوسياسي المتقلب مما قد يؤثر سلباً على الوجهات الرئيسية التي تشغلها شركة الطيران العماني. ومع ذلك، فإن الإدارة ملتزمة تماما بوضع الشركة على المسار الصحيح في سبيل تحقيق الربحية على المدى الطويل. واستهداف تحقيق أرباح تشغيلية بحلول عام ٢٠٢٦