غير مصنف

معجزة أطفال كولومبيا .. أبطال واجهوا الأدغال

 

لم يتوقف العالم بأسره عن متابعة أخبار أطفال الأدغال الكولومبيين الأربعة الذين نجوا بأعجوبة بعدما تاهوا طيلة أربعين يوماً وسط الأدغال وبمشاعر من الخوف والقلق ، ناهيك عن وضع الأدغال من حيوانات مفترسة وأفاعي تمشي بخفة على الأرض وأرض رطبة نتيجة للمطر التي لا يختفي عن طيات الغابات ، مع العلم أن أكبرهم لا تتجاوز الـ13 عاماً والأصغر لم يتخطَ العام الواحد.

فكيف هي المعاناة التي عانها هولاء الأطفال في طفولتهم ؟

تفاصيل القصة :

بدأت تفاصيل القصة كسيناريو لفيلم وثائقي ، وذلك في الأول من مايو عندما انطلقت المجموعة في رحلة روتينية على متن طائرة سيسنا 206 من أراراكوارا إلى مدينة سان خوسيه ديل غوافياري.

أن بلد به مثل هذه الغابة الكثيفة، غالبا ما تكون الطائرات والقوارب الخفيفة هي الوسيلة الوحيدة الصالحة للنقل.

وهو امر شائع عندهم لأن غابات الأمازون (اكبر غابة على وجه الأرض) تغطي مساحات كبيرة وهذا يسبب صعوبة بالطرق والممرات.

 بعد دقائق من انطلاق الرحلة أي بحوالي 350 كيلومتراً، أبلغ الطيار عن مشاكل في المحرك لتختفي بعدها الطائرة من أجهزة الرادار.

بدأت الجهات المختصة تبحث عن الطائرة ،  وبالفعل تم العثور عليها بعد عدة أسابيع ، الا أنها وللأسف كانت حطام ولم تبقى الا جثث لأشخاص بالغين   ، وبحسب تفاصيل الركاب فأنه يوجد أربعة أطفال مفقودين ، والمدهش أنه كانت هناك فاكهة تم تناولها جزئيًا تشير بقايا وجودهم وأنهم بالفعل نجوا من هذا الحادث الأليم

قررت عمليات الشرطة البدء في عمليات بحث ضخمة عبر أميال من غابات الأمازون المطيرة الكثيفة والنائية على أمل العقور على الأبطال الأربعة لربما لا يزالون على قيد الحياة.

بدأت خيوط الأمل تظهر فوجدت الشرطة تفاصيل تقود الى نشاط الأطفال منها ملجأ مصنوع من أغصان ومقص ورباط شعر.

لنتعرف على المفقودين الأربعة :

ليزلي (13 عاما) فتاة، وهي أكبر اخوانها

سوليكيني (9 سنوات) صبي

تيان (4 سنوات) صبي

كريستيان (11 شهر) رضيع

فكيف سيعيش هؤلاء الأربعة ؟ 

وجدت الشرطة أيضاً دليل مهم جدًا وكانت قنينة أطفال (رضاعة)، وحذاء طفل، حفاظات مستخدمة، وهي علامة أكيدة أنها مستلزمات الرضيع ، ولكن فيه مشكلة هذا الصغير عمره 11 شهر فإذا كانت القنينة ملقاة على الأرض وفارغة، فهل يعني أنهم لم يعد لديهم كمية الحليب الكافية لإطعامه؟!

والمحزن أن الشرطة تجد الآثار ولا تجدهم ، ومن يدري ماذا عانى هؤلاء الأطفال ،،! قررت الشرطة اتخاذ طريقة فريدة للمساعدة وذلك عن طريق وضع امدادات تغذية ومياة في أماكن متفرقة من الغابة ، لعل الأطفال يجدوها وتكن لهم عوناً الى حين إيجادهم .

أن الاطفال الأربعة يصارعون البقاء وهذه هي غريزة الإنسان ، المصارعة من أجل البقاء ولكن أين ؟  في عمق غابات الأمازون بين الأشجار العالية المهيبة والأمطار الغزيرة والحشرات والأفاعي والحيوانات ، وفي هذا السياق، صرّح جدهم فيدينسيو فالنسيا بأن الأخت الكبرى ليزلي قوية ونشيطة وذكية، ويثق على رعايتها لأخوتها الصغار حتى يجدونهم فرق الإنقاذ ، إنها بالفعل أم في مرحلة مبكرة ومبكرة جداً ..! 

ومن جانبه فأن الرئيس الكولومبي كان يقف بنفسه ليعرف تفاصيل القضية حيث قال : “أن الجهود آتت ثمارها عندما قاد أحد كلاب الإنقاذ الجنود إلى المجموعة. كانوا يتبعون آثار أقدام تركت على الأرض الموحلة. قال بيترو: “الغابة أنقذتهم“. “إنهم أبناء الغابة، وهم الآن أطفال لكولومبيا“..! 

وقام حوالي 200 جندي وسكان أصليون لديهم معرفة بالتضاريس بتمشيط منطقة غابة كثيفة تبلغ نحو 320 كيلومترًا مربعًا (124 ميل مربع) – نحو ضعف مساحة واشنطن العاصمة. ألقت القوات الجوية 10000 نشرة في الغابة بتعليمات باللغة الإسبانية ولغة هويتوتو الأصلية للأطفال، تطلب منهم البقاء في مكانهم. تضمنت المنشورات أيضًا إرشادات حول النجاة .

الغابة تلقي الأدلة 

في يوم 30 مايو أي بعد ثلاثين يوم من البحث ، وجدت الشرطة أهم دليل منذ اختفاء الأطفال، وهي بصمة أو آثار أقدام في الغابة.. كانت الآثار واضحة بأنها تعود لأطفال صغار وأحدهم يعود لقدم طفل صغير وعلى الأغلب أنها للأخ الأصغر (4 سنوات)، والآخر يعود للأخت الكبرى (13 عام).

لكن الشرطة لم تجد آثار أقدام لشخص ثالث، مما يعطي قلق بأن الأخ الأكبر (9سنوات) ربما أصابه مكروه أو اختفى عنهم.

بعد جهود مضنية ،   تم العثور عليهم بأعجوبة وهم في حال مزرٍ وجوههم شاحبة وأجسادهم ناحلة ، وكاميرات الصحافة والاعلام كانت متواجدة لترصد لحظات أليمة اجتمع فيها المفقودين مع الشعب الذي تكاتف جميعا من أجلهم ، فأظهرت لقطات درامية كيف تم نقل الأطفال الأربعة إلى طائرة هليكوبتر إنقاذ، وتعرضوا للدغات الحشرات، والجفاف وسوء التغذية، لكنهم على قيد الحياة أعجوبة، وتم نقلهم إلى بر الأمان لتلقي العلاج الطبي.

وقال رجال الإنقاذ إن الأشقاء، وهم أعضاء في جماعة هويتوتو للسكان الأصليين، أصيبوا بالجفاف وسوء التغذية ولدغتهم الحشرات لكنهم يتمتعون بصحة جيدة.

وقالت جدتهم، التي تم تشغيل صوتها من الطائرات فوق الغابة أثناء البحث لطمأنة الأطفال الذين يبحثون عنهم، للصحفيين: “لم أفقد الأمل أبدًا ، كنت دائمًا أدعم البحث. أشعر بسعادة كبيرة، أشكر الرئيس بترو وأبناء وطنيالذين مروا بالعديد من الصعوبات“.

بعد العثور على الأشقاء أحياء، سُمعت أجهزة راديو تابعة للجيش تقول: “معجزة، معجزة، معجزة، معجزة” – رمز الجيش لطفل وجد على قيد الحياة وتكرر أربع مرات ليعكس الحال عن جميع الأطفال الأربعة.

وقال الطبيب العسكري كارلوس رينكون إنه بينما يعاني الأطفال مننقص في التغذيةإلا أنهم نجوا من بعض إصابات الأنسجة الرخوة والعضات والآفات الجلدية. وأضاف: “سنبدأ عملية دمج الطعام عندما ننتهي من عملية الفحوصات السريرية التي ستتم. إذا سارت الأمور على ما يرام، نعتقد أنهم سيبقون في المستشفى لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع“.

ليزليالفتاة الشجاعة 

نسب المسؤولون الفضل الى ليزلي  في جهودها للمساعدة في إنقاذ أشقائها، وقال أفراد الأسرة إن لعبة البقاء على قيد الحياة التي تم لعبها ساعدت في إعدادهم لهذه المحنة. ليزلي الكبرى تعرف ما هي الفاكهة التي لا تستطيع تناولها لأن هناك العديد من الفواكه السامة في الغابة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى