خبير عسكري: قصف حزب الله لمدينة حيفا تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل

وصف الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا استهداف حزب الله لمدينة حيفا شمالي إسرائيل بأنه “تحول وقرار استراتيجي” وليس مجرد خطوة تكتيكية، وذلك رداً على استهداف المدنيين في لبنان من قبل القوات الإسرائيلية.

وأوضح حنا في تصريح لقناة الجزيرة أن حزب الله كان قد استهدف سابقاً مواقع عسكرية في حيفا، منها قاعدة “رامات ديفيد” الجوية، إلا أن القصف الأخير استهدف مناطق مدنية، ما يشير إلى توسع دائرة الاستهداف لتشمل المدنيين.

وأكد العميد المتقاعد أن القصف يعكس استعادة حزب الله لتوازنه في العمليات العسكرية، بالتزامن مع الذكرى السنوية لأحداث السابع من أكتوبر 2023.

كما لفت إلى أن الحزب يمتلك قدرة متطورة في القيادة والسيطرة جنوب الخط الأزرق، وهو ما يجعله قادراً على المناورة بشكل مختلف عن بعض المناطق الأخرى، مثل ضاحية بيروت الجنوبية.

وأشار حنا إلى أن الخط الأزرق، الذي يبلغ طوله 120 كيلومتراً، رسمته الأمم المتحدة عام 2000 للتحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.

وتساءل عن مكان إطلاق الصواريخ، مرجحاً أن تكون قد أطلقت من منشأة “عماد 4″، ما يدل على أن صواريخ حزب الله الدقيقة ما زالت قادرة على الاختباء في الأنفاق وتجنب الرصد الإسرائيلي، واصفاً هذا التطور بـ”الأمر الجديد”.

وكان حزب الله قد نشر في أغسطس/آب الماضي مقطعاً مصوراً بعنوان “جبالنا خزائننا” يظهر منشأة “عماد 4” لإطلاق الصواريخ، مما أثار انتباه المراقبين العسكريين لحجم المنشأة وتجهيزاتها المتطورة تحت الأرض.

واعتبر موقع المنار التابع لحزب الله أن المنشأة تحمل رسالة قوية لإسرائيل بأن المقاومة جاهزة لأي سيناريو محتمل.

وأكد حنا أن حزب الله تعلم كيفية تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية، موضحاً أنه لا توجد دولة قادرة على اعتراض جميع الهجمات بشكل كامل، كما أن الحزب يمتلك بنك أهداف دقيق بفضل فيديوهات “الهدهد” التي توفر معلومات استخباراتية متقدمة.

وفي تطور آخر، أعلن حزب الله عن استهدافه قاعدتي الكرمل ونيمرا جنوب حيفا وطبريا على التوالي، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق 15 صاروخاً من لبنان نحو إصبع الجليل، مشيراً إلى أن بعضها تم اعتراضه.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن محاولات اعتراض الصواريخ التي استهدفت حيفا فشلت، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص جراء صاروخ أصاب مبنى في المدينة.