غير مصنف

٢٠ عام على حرب العراق .. ماذا خلفت الحرب؟

 

كانت القوى العسكرية في الغرب قد وصفت القنابل التي أضاءت سماء العراق ليلا أثناء الهجوم الأمريكي في 20 مارس 2003 بأنها “صادمة ومروعة”.

وبحسب ما نشرت البي بي سي بالعربي أن  هذا الهجوم كان بمثابة بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق والإطاحة بحكم الرئيس صدام حسين.

قالت الحكومة البريطانية لمواطنيها أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، وأنه يقوم بتطويرها، وأنها تشكل تهديدا وشيكا للمملكة المتحدة وحلفائها.

لكن بعد ثلاثة عشر عاما من الغزو، وجد تحقيق بريطاني ترأسه السير جون شيلكوت، عن الحرب أن المعلومات الاستخباراتية “لم تثبت بشكل قاطع أن صدام حسين كان مستمرا في إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية أو أنه واصل تطوير أسلحة نووية”.

الآن، بعد 20 عاما، يعيد بعض المتورطين في الحرب، أو من تأثروا بها بشكل مباشر، النظر في الصراع ويفكرون في إرثه الذي لا يزالون يعانون منه حاليا.

في حرب الخليج 1990-1991، قادت الولايات المتحدة تحالفا متعدد الجنسيات أجبر القوات العراقية الغازية على الخروج من الكويت.

بعد ذلك، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 687 الذي يأمر العراق بتدمير جميع أسلحة الدمار الشامل وهو مصطلح يستخدم لوصف الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية والصواريخ الباليستية طويلة المدى.

وفي عام 1998، علق العراق تعاونه مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن ضربات جوية على العراق.

بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول من عام 2001 التي شنتها القاعدة على مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن، بدأت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في وضع خطط لغزو العراق.

زعم الرئيس بوش أن صدام كان يواصل تخزين وتصنيع أسلحة الدمار الشامل وأن العراق جزء من “محور الشر” الدولي، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2002، أجاز الكونغرس الأمريكي استخدام القوة العسكرية ضد العراق.

وفي فبراير/شباط من عام 2003، طلب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إعطاء الضوء الأخضر للقيام بعمل عسكري ضد العراق، قائلاً إنه ينتهك قرارات سابقة لمجلس الامن بسبب امتلاكه برنامج أسلحة دمار شامل حسب زعمه.

ومع ذلك، لم يقتنع المجلس حيث أراد معظم الأعضاء أن يقوم مفتشو أسلحة من الأمم المتحدة وهيئة الطاقة الدولية – الذين ذهبوا إلى العراق في عام 2002 – بالمزيد من العمل هناك للعثور على أدلة عن أسلحة الدمار الشامل.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تنتظر تقرير المفتشين وشكلت “تحالف الراغبين” ضد العراق.

من أيد الحرب؟

من بين 30 دولة في التحالف الغربي، شاركت المملكة المتحدة وأستراليا وبولندا في الغزو.

وقد أرسلت المملكة المتحدة 45 ألف جندي، وأرسلت أستراليا 2000 جندي، وأرسلت بولندا 194 من أفراد القوات الخاصة.

وسمحت الكويت بشن الغزو من أراضيها.

كما قدمت إسبانيا وإيطاليا دعما دبلوماسيا للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة، إلى جانب العديد من دول أوروبا الشرقية في “مجموعة فيلنيوس” ، التي قالت إنها تعتقد أن العراق لديه برنامج أسلحة دمار شامل وينتهك قرارات الأمم المتحدة.

من الذي رفض دعم الحرب؟

ورفض جيران الولايات المتحدة، كندا والمكسيك، دعمها. كما رفضت ألمانيا وفرنسا، وهما حليفتان رئيسيتان للولايات المتحدة في أوروبا تقديم الدعم.

وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك فيليبان إن التدخل العسكري سيكون “أسوأ حل ممكن”.

ورفضت تركيا – وهي عضو في الناتو وجارة للعراق – السماح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام قواعدها الجوية.

كما أن دول الشرق الأوسط التي دعمت الولايات المتحدة ضد العراق في حرب الخليج 1990-1991، مثل المملكة العربية السعودية، لم تدعم غزوها في عام 2003.

وقال البروفيسور جيلبرت الأشقر، الخبير في سياسات الشرق الأوسط بجامعة لندن:”اعتقدت دول الخليج العربية أن الخطة كانت مجنونة، وكانوا قلقين من سيطرة ايران على العراق بعد سقوط نظام صدام”.

وقاتل 70 ألف عنصر من ميليشيا البشمركة الكردية القوات العراقية في شمال البلاد.

وبحلول مايو/آيار، هُزم الجيش العراقي وأطيح بنظامه وتم القبض على صدام حسين فيما بعد وحوكم وأعدم.

ومع ذلك، لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق.

في عام 2004، اجتاح البلاد عنف طائفي. وفي السنوات اللاحقة، اندلعت حرب أهلية بين الفصائل السنية والشيعية في العراق.

ولم تنسحب القوات الأمريكية من العراق إلا في عام 2011.

وتشير التقديرات إلى أن 461 ألف شخص لقوا حتفهم في العراق لأسباب تتعلق بالحرب بين عامي 2003 و 2011 وأن الحرب كلفت 3 تريليونات دولار أمريكي.

وتقول الدكتورة كارين فون هيبل ، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات البحثية في لندن: “فقدت أمريكا الكثير من مصداقيتها في هذه الحرب، وبعد 20 عاما مازلت تسمع الناس يتساءلون لماذا نصدق المخابرات الأمريكية؟”.

فيما شارك العراقيين ذكرياتهم الأولى حول حرب العراق حيث قال  الناشط السياسي حيدر الزبيدي، عبر حسابه على تويتر “أتذكر كان عمري 6 سنوات، لا أعرف ماذا يحدث غير سماع أصوات القصف، خلال خروجي مع عائلتي من بيتنا لنجتمع كلنا في بيت جدي، حيث كنا نعتقد أننا إذا تجمعنا بمكان واحد سنشعر بالأمان”. وأضاف “العراق خسر الكثير من العراقيين نتيجة الحرب والقصف، وفي النهاية وصلنا إلى هذا الحال الذي نعيشه اليوم وجميع التضحيات ذهبت سدى”.

وكتب الإعلامي عمر حامد، على حسابه في تويتر “قبل 19 سنة بدأت عملية غزو العراق بحجج كاذبة، ضربت واشنطن القانون ومجلس الأمن والعالم عرض الحائط وغزت العراق” مضيفا “بوش الابن كان يبشر بالحرية والديمقراطية وبناء البلد، لكن تجربتهم الحقيقة كانت التدمير”.

يذكر أن  هذا الغزو قد شكل حدثا محوريا في منطقة الشرق الأوسط كانت ذريعته امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، مما أدى إلى إسقاط نظام صدام وخسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال 2006-2007.

وتتفاوت التقديرات للعدد الإجمالي لقتلى الغزو من العراقيين تبعا لجهة صدورها، فقد أفادت دراسة لمعهد الاستطلاعات البريطاني صيف 2007 بأن عدد هؤلاء الضحايا بلغ حتى ذلك التاريخ حوالي مليون شخص، من أصل 26 مليونا سكان العراق. وكان تقرير للمجلة العلمية البريطانية “ذي لانسيت” صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2006 قدر عددهم بما لا يقل عن 655 ألف قتيل.

أما منظمة الصحة العالمية فتعتقد أن حصيلة القتلى العراقيين تتراوح بين 104 آلاف و230 ألفا، وهو قريب من تقديرات وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 والتي أشارت لمقتل 109 آلاف عراقي منذ بداية الغزو. بينما اعترف الجيش الأميركي بمقتل نحو 77 ألف عراقي بين يناير/كانون الثاني 2004 وأغسطس/آب 2008، بينهم نحو 63 ألف مدني، والباقون من العسكريين.

وفي استطلاع أجراه مركز “أو آر بي” (ORB) استند إلى مقابلات ميدانية تبين أن حصيلة القتلى العراقيين بلغت مليونا و33 ألف قتيل منذ الغزو عام 2003، في حين تتحدث بعض التقديرات عن مقتل 654 ألف عراقي، 600 ألف منهم ناجمة عن أعمال عنف وفق دراسة قامت بها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.

ووفق “هيئة إحصاء الضحايا العراقيين” فإن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا برصاص أميركي تخطى 106 آلاف و348 قتيلا، بينما ذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” أن حصيلة هؤلاء الضحايا منذ بداية الغزو الأميركي بلغت 359 ألفا و549 قتيلا حتى عام 2016.

وفقدت الولايات المتحدة -وفقا لأرقام البنتاغون- 4487 عنصرا بالعراق منذ الغزو حتى الانسحاب، بينما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال العمليات العسكرية 32 ألف عنصر.

أما بريطانيا، الشريك الرئيس لواشنطن في الغزو، فقد فقدت 179 عنصرا من عسكرييها، ووصل عدد قتلى بقية دول التحالف مجتمعين إلى 139 عنصرا، هذا غير الخسائر المادية التي تحملتها واشنطن.

وتصل الخسائر المادية التي تكبدتها الولايات المتحدة في عملية الغزو إلى 1.1 تريليون دولار حسب دراسة أعدتها جامعة براون، والتي تعتقد أن الرقم سيصل إلى 2.2 تريليون بعد عام 2050، نظرا لرعاية المحاربين القدامى والمصابين وتبعات أخرى، وهو ما يفوق بكثير تقديرات الحكومة الأميركية التي تراوحت بين 50 و60 مليار دولار.

وفقدت الولايات المتحدة منذ 2003 حتى 2011 ما مجموعه 129 مروحية بين طائرات قتالية أو ناقلة، سقط معها أكثر من 277 قتيلا وحدها، أما على الأرض فقد تكبدت خسارة أكثر من 860 مركبة، تتوزع بين الدبابات والعجلات وناقلات الجنود

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. Thanks for some other informative site. The place else could I am getting that kind of info written in such an ideal manner? I’ve a undertaking that I’m just now operating on, and I have been at the glance out for such information.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى