الأسواق العالمية تتحرك على صدى دخول التعريفات الجمركية الأميركية المضادة حيز التنفيذ… فكيف تأثرت بورصة مسقط؟

دخلت الأسواق العالمية مرحلة من التذبذب الواضح بعد أن بدأت الولايات المتحدة بتطبيق تعريفات جمركية جديدة واسعة النطاق، وصلت في بعض الحالات إلى 104% على الواردات الصينية. وردت الصين بتعريفات انتقامية، ما أعاد إشعال فتيل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

هذا الرسم البياني يوضح كيف تحرك مؤشر بورصة مسقط خلال الأشهر الماضية مقارنةً بمؤشري S&P 500 ونيكاي 225، ويُظهر التذبذب العام في جميع الأسواق، مع ثبات نسبي للسوق العُمانية مقارنة بالتقلبات الحادة في الأسواق العالمية.

إن هذا التصعيد لم يقتصر تأثيره على الأسواق الأميركية والآسيوية فحسب، بل امتد أثره إلى الأسواق الإقليمية، ومنها السوق العُمانية، التي بدورها تأثرت بعدة جوانب:

1. تقلبات عالمية تضغط على المستثمر المحلي:

• تراجعت مؤشرات أسواق المال الكبرى مثل S&P 500 ونيكاي الياباني، ما تسبب في ارتفاع حالة الحذر بين المستثمرين في المنطقة، خصوصًا في الأسواق الصغيرة والمتوسطة مثل بورصة مسقط.

• هذه التقلبات العالمية تؤدي غالبًا إلى تدفقات خارجة من رؤوس الأموال الأجنبية نحو ملاذات آمنة، ما يقلص السيولة ويضغط على أداء الأسهم المحلية.

2. السوق العمانية: أداء متقلب ومتأثر بالجو العام:

• سجلت بورصة مسقط تراجعًا في جلسات عدة مؤخرًا، منها انخفاض بـ10 نقاط في جلسة 21 أكتوبر 2024، رغم ارتفاع قيمة التداول بنسبة 32%.

• المؤشر الرئيسي فقد جزءًا من مكاسبه التي أوصلته سابقًا لأعلى مستوى خلال 14 شهرًا (4845 نقطة في مايو 2024).

• بعض القطاعات واصلت أداءها الإيجابي بدعم من نتائج مالية أو ترقّب توزيعات أرباح، لكن الضغط العام من الأسواق العالمية كان حاضرًا بقوة.

3. ترقب المستثمرين وتحركات حذرة:

• المستثمرون العمانيون باتوا أكثر تحفظًا في ظل التوترات التجارية الدولية، مع ميل واضح نحو الانتظار والترقب بدلًا من ضخ سيولة جديدة في السوق.

• الشركات ذات الانكشاف على الأسواق الخارجية قد تواجه ضغوطًا أكبر في حال استمرار التعريفات، خصوصًا في قطاعات التصدير والخدمات اللوجستية.

الاقتصاد العُماني وسوقه المالية ليسا بمعزل عن تداعيات الحرب التجارية العالمية. وفيما يبقى التأثير المباشر محدودًا مقارنةً بالأسواق الكبرى، إلا أن المزاج العام للمستثمرين وسلوك رؤوس الأموال يتأثر بشكل واضح، ما يُترجم إلى تذبذب في التداول وأداء المؤشر العام.