الأخبار العالمية

تحقيق صحفي: شهادات أليمة من داخل جدران سجن صيدنايا

بقلم: سامي العلي

يُعتبر سجن صيدنايا واحداً من أكثر السجون سيئة السمعة في العالم العربي، حيث يشتهر بكونه مكاناً للاعتقال السياسي والانتهاكات الواسعة. معزول عن الأنظار ومحصّن بطبقات من السرية، يروي الناجون قصصاً تقشعر لها الأبدان. في هذا التحقيق، نستعرض شهادات حية من السجناء السابقين ونبحث في طبيعة ما يحدث وراء تلك الجدران العالية.

أولاً: ما هو سجن صيدنايا؟

يقع سجن صيدنايا على بُعد 30 كيلومتراً شمال العاصمة السورية دمشق. أنشئ في ثمانينيات القرن الماضي، وكان في البداية يُستخدم لاحتجاز العسكريين. لكنه منذ عام 2011، مع اندلاع الثورة السورية، أصبح مركزاً لاحتجاز المعارضين السياسيين والمعتقلين على خلفية آرائهم أو مشاركتهم في الحراك الشعبي.

شهادات الناجين

رواية خالد (اسم مستعار)

“تم اعتقالي في 2013 بسبب منشور على فيسبوك ينتقد النظام. قضيت ثلاث سنوات داخل صيدنايا. في أول ليلة، عُصبت عيناي واقتيدت إلى زنزانة صغيرة. لم أكن أعرف لأسابيع أين أنا. كانت هناك صرخات في كل مكان، وأصوات جلد وضرب مستمرة. كنا نعيش في خوف دائم”.

يصف خالد الزنازين بأنها مكتظة، تصل إلى 50 شخصاً في غرفة لا تتسع لأكثر من 20. الطعام كان بالكاد يكفي لإبقاء السجناء على قيد الحياة.

رواية أمجد (اسم مستعار)

“كنت أسمع أصوات التعذيب في كل لحظة. كنا نستيقظ على صرخات الألم وننام عليها. هناك طرق تعذيب لا يمكن تصورها. رأيت بأم عيني سجناء يُجبرون على الوقوف لساعات طويلة، وآخرين يُحرمون من الطعام والماء حتى يُغمى عليهم. الموت كان حاضراً دائماً”.

منهجية القمع

تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن سجن صيدنايا يُدار بمنهجية دقيقة للتعذيب والإذلال. تعتمد السلطات على إخفاء هوية السجناء وإبقائهم في عزلة كاملة، مما يضمن كسر الروح النفسية قبل الجسد.

يذكر تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في 2017 بعنوان “المسلخ البشري” أن آلاف المعتقلين أُعدموا في سجن صيدنايا في عمليات شنق جماعي جرت ليلاً، وسط غياب كامل للإجراءات القانونية.

الأثر النفسي على الناجين

الخروج من صيدنايا لا يعني نهاية المعاناة. يُعاني معظم الناجين من صدمات نفسية عميقة، تشمل كوابيس مستمرة، اضطرابات قلق حادة، وصعوبة في إعادة الاندماج في المجتمع.

دور المنظمات الحقوقية

رغم الجهود المستمرة لتوثيق الانتهاكات في سجن صيدنايا، إلا أن التحديات كبيرة. تشير منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” إلى أن الوصول إلى شهادات حية يظل محفوفاً بالمخاطر بسبب الرقابة المشددة والملاحقة الأمنية.

يظل سجن صيدنايا رمزاً لمعاناة آلاف السوريين الذين دفعوا ثمناً باهظاً بسبب آرائهم السياسية. وبينما يحاول العالم تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، تبقى العدالة غائبة. الناجون يحملون أصوات من رحلوا، ويبقى الأمل قائماً بأن يأتي يوم تُكشف فيه كل الحقائق ويحاسَب كل من ارتكب هذه الجرائم.

مصادر التحقيق: شهادات مباشرة، تقارير منظمات حقوقية، وتحقيقات صحفية دولية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. Excellent blog you have here but I was curious if you knew of any community forums that cover the same topics discussed in this article? I’d really like to be a part of group where I can get advice from other experienced people that share the same interest. If you have any suggestions, please let me know. Thanks!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى