المقالات

لا تقرأ بعقلك فقط ..

 

كتبته : ريم العميرية

أحيانا تكون قراءات العقل صادمة، لأنها تجبرنا على مواجهة الحقائق بكل قسوتها، لكن هل يكفي هذا لفهم الحياة بكل تعقيداتها؟

في رحلة الإنسان لفهم العالم من حوله، يبرز العقل كأداة صارمة لتحليل الحقائق واستنباط المنطق، لكنه كثيراً ما يكون مرآة باردة تعكس الواقع كما هو، بلا تزيين أو تزييف. قراءة العقل تُظهر لنا الحقيقة، لكنها قد تفتقر إلى الدفء.

على الجانب الآخر، يقرأ القلب ما وراء السطور. يلون الحقائق بظلال من المشاعر ويبحث عن المعنى المخفي خلف الظاهر. قراءة القلب لا تخضع لمعايير الصواب والخطأ، بل لما هو إنساني وعاطفي.

العقل وحده قد يقودنا إلى صرامة التحليل القاسية، بينما القلب وحده قد يدفعنا إلى أوهام بعيدة عن الواقع. التحدي الحقيقي يكمن في إيجاد التوازن بينهما: بين الحقيقة المطلقة التي يقدمها العقل، والحقيقة العاطفية التي يقدمها القلب.

قراراتنا اليومية تشبه النصوص. النصوص التي تخاطب العقل فقط قد تبدو جافة وخالية من الروح، بينما تلك التي تخاطب القلب وحده قد تبدو سطحية وغير متماسكة. المزج بين العقل والقلب يخلق أعمالاً خالدة وقرارات أكثر حكمة وإنسانية.

في النهاية، يبقى السؤال: هل التوازن بين العقل والقلب هو السعي الحقيقي للحكمة؟ أم أن طبيعة الإنسان المحدودة تدفعه دوماً للانحياز إلى أحدهما؟ ربما الإجابة ليست في الاختيار، بل في المحاولة المستمرة لقراءة العالم بعقل وقلب معاً.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى