
كتب – ريم العميري
في ظل المأساة المستمرة التي يعيشها أهل غزة من حصار خانق، تجويع متفاقم، وقتل يومي بيد الاحتلال الإسرائيلي، يفرض علينا الواقع تساؤلًا جوهريًا: كيف يمكن للإنسان أن يغض الطرف عن هذه المعاناة، ويكتفي بالصمت أو اللامبالاة؟
إن الإنسانية ليست مجرد شعور فردي، بل هي التزام أخلاقي يتطلب منّا الوقوف إلى جانب المظلومين، بغض النظر عن هويتهم أو دينهم.
الأحداث الراهنة في غزة تضعنا جميعًا أمام اختبار حقيقي حول مدى التزامنا بالعدالة والكرامة الإنسانية. إذا فقدنا تلك القيم التي تدفعنا للتعاطف مع المظلومين ومساندتهم، فإننا نفقد جوهر هويتنا كأفراد وكشعوب.
عقيدتنا الإسلامية تحثنا على التآزر مع المحتاجين، وعرقنا العربي يُلزمنا بروابط الأخوة والتضامن مع أهلنا في غزة.
ولكن، هل نستطيع أن ندعي الالتزام بهذه القيم إذا اخترنا الصمت؟ كيف لنا أن نتمسك بإنسانيتنا بينما نغض الطرف عن المجازر اليومية التي تطال أهل غزة؟
إن العالم اليوم بحاجة إلى تحرك جماعي من الأفراد والمجتمعات. مسؤوليتنا الأخلاقية تتطلب منا أن نكون صوتًا لمن لا صوت له، وأن نواجه القمع بكل أشكاله. الصمت ليس خيارًا محايدًا؛ بل هو نوع من التواطؤ غير المباشر. السؤال الحقيقي هو: كيف ساهمنا في مواجهة الظلم؟ هل رفعنا الوعي؟ هل استغللنا صوتنا للتعبير عن الحقيقة؟
وفي النهاية، إذا تناسينا إنسانيتنا، عقيدتنا، وعروبتنا، فمن نكون حقًا؟