
صحيفة أمريكية تنشر تفاصيل جديدة حول دعم أوكرانيا للجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تحقيق نشرته اليوم عن تفاصيل جديدة حول دعم أوكرانيا للجيش السوداني في قتاله ضد قوات الدعم السريع، من بينها إرسال قوات كوماندوز أوكرانية إلى السودان للقتال إلى جانب القوات الحكومية.
وفق ما نشرته الوول ستريت جورنال أنه في صيف عام 2023، وجد قائد قوات الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان نفسه محاصرا من قبل قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو في العاصمة الخرطوم. وللتغلب على هذا المأزق، اتصل البرهان بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالبا دعمه.
ويشير التحقيق إلى أن زيلينسكي وافق على طلب البرهان، لأسباب متعددة، أولها أن البرهان قد قدم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بعد وقت قصير من غزو روسيا لها في عام 2022، من خلال تزويد كييف بالأسلحة، وثانيها أن أوكرانيا سعت إلى تعطيل العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج، وجعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.
وفق التحقيق أنه في منتصف أغسطس 2023، هبطت قوات خاصة أوكرانية في السودان، وبدأت القتال إلى جانب الجيش السوداني لطرد قوات الدعم السريع من الخرطوم. نجحت القوات الأوكرانية في مساعدة البرهان على الخروج من الخرطوم، ثم توجهت إلى مدينة بورتسودان، حيث التقى البرهان بزيلينسكي في مطار شانون بأيرلندا بعد بضعة أسابيع.
وبعد تأمين سلامة البرهان، قامت القوات الأوكرانية بتزويد حراسه ببنادق رشاشة وكواتم صوت جديدة، ثم ركزت جهودها على إخراج قوات الدعم السريع المدعومة من مجموعة فاغنر الروسية من الخرطوم.
وقد أشار التحقيق إلى أن القوات الأوكرانية واجهت صعوبات كبيرة في السودان، منها القتال في ظروف مختلفة تماما عن تلك التي واجهتها في أوروبا الشرقية، ونقص الرواتب لدى الجنود السودانيين، والتهديد المستمر بالنيران الصديقة.
ومع ذلك، تميزت القوات الأوكرانية باستخدامها للغارات الليلية ونظارات الرؤية الليلية والطائرات المسيرة، مما ساعدها على تحقيق تفوق على قوات الدعم السريع.
لم تتوقف مساهمة أوكرانيا عند القتال فقط، بل بدأت في تدريب الجنود السودانيين على بعض التكتيكات نفسها التي ساعدتهم على صد تقدم الجيش الروسي، وخاصة استخدام الطائرات المسيرة.
وفي فبراير 2024، ساعدت كييف في تزويد قوات الجيش السوداني بطائرات مسيرة تركية متطورة من طراز “بيرقدار تي بي 2” قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
ويكشف هذا التحقيق عن دور جديد لأوكرانيا في الصراع في السودان، كما يُظهر سعيها لتعطيل العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج، وجعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.