
لأى مدى مقاطعة المنتجات الاسرائيلية مجدية ؟
تتصاعد دعوات واسعة عربيا وإسلاميا لمقاطعة منتجات الدول التي تتحالف مع الكيان الإسرائيلي في ظل ما ترتكبه “تل أبيب” من جرائم حرب مروعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وأحيا العديد من رواد المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، دعوات للمقاطعة .
ليوم، تبرز حركة مقاطعة “إسرائيل” المعروفة بـ BDS في عددٍ كبيرٍ من دول العالم. القائمون عليها يستهدفون بالدرجة الأولى تطوير حملات فعّالة ضدّ الشركات التي تُشارك في اضطهاد العدو الإسرائيلي للفلسطينيين، بعد تبيان الصورة الحقيقية لجرائم الإبادة المتواصلة في فلسطين.
أن موضوع المقاطعة مهم جداً، فهي إحدى أدوات الرد المجتمعي السلمي، لكن من المهم للغاية، أن تفهم هذه المجتمعات أن المقاطعة يجب أن تستمر فترة زمنية طويلة جداً، حتى يتم التأثير على أصحاب المال ومن ثم تأثيرهم على أصحاب السياسات.
كما أن المقاطعة مؤذية اقتصادياً وسياسياً، ولكنها بحاجة إلى الاستمرار حتى تكون أداة فعالة، لا أن تكون موسمية أو رد فعل، بل يجب أن تكون قاعدة عامة، وثقافة مجتمعية تطبّعها الاستمرارية.
كيف دعمت سلسلة مطاعم ماكدونالز الاحتلال الغاشم ؟
كان منظرا صادماً حينما ظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يتلقون الوجبات المجانية من فروع سلسلة “ماكدونالدز” الشهيرة، و”بابا جونز”، عقب عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر الجاري.
ففي يوم الجمعة 13 أكتوبر، قدمت شركة “ماكدونالدز إسرائيل” آلاف الوجبات المجانية لقوات الدفاع الإسرائيلية والمستوطنين، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم 7 أكتوبر، وفقاً لموقع “بيزنس إنسايدر”.
وقال فرع “ماكدونالدز إسرائيل” على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” في أوج طوفان الأصى، إن هناك “5 فروع تتعامل فقط مع المساعدات والتبرعات لقوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه سيتبرع كل يوم بنحو 4000 وجبة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل غيرت سلسلة ماكدونالدز في أمريكا مؤخراً، ألوان أغلفة وجباتها لتصبح شبيهة بعلم “إسرائيل”؛ في رسالة تضامن واضحة مع دولة الاحتلال.
استجابت الشعوب الاسلامية لنداء هذه المقاطعة ، فهل حققت المقاطعة نتائج ملموسة في الكيان المحتل منذ القدم ؟
- أدّت حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات إلى إقدام شركات كبرى مثل “فيوليا” (Veolia) و”أورانج” (Orange) وسي آر إتش (CRH) على إنهاء تورّطها في المشاريع “الإسرائيلية” كليًا، كما أدت إلى سحب مجموعة واسعة من المُستثمرين لاستثماراتهم من الشركات “الإسرائيلية”، وكذلك من الشركات العالمية المُتواطئة.
- كما أدّى أكثر من عقدٍ من الضغط على شركة HP بقيادة مجموعات التضامن والكنائس والنقابات والبلديات التقدمية حول العالم، إلى إنهاء شركة “هيوليت باكارد إنتربرايز” (HPE) عقدها الذي يوفّر خوادم لحوسبة قاعدة بيانات السكان الإسرائيلية.
- أنهى نادي “أوكلاند روتس” الرياضي تعاقده مع شركة “بوما” الألمانية، راعية اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، ليكون “أوكلاند روتس” أول نادٍ رياضيّ في الولايات المتحدة يستجيب لنداء أكثر من 200 نادٍ فلسطيني طالبت بمقاطعة شركة “بوما” حتى تُنهي تواطؤها مع جرائم العدو.
- الخسائر المتوقعة التي قد تتعرض لها دول داعمة للكيان الصهيوني مثل أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول اعتراضا على الهجوم الوحشي لقوات العدو الإسرائيلي على سكان غزة ومحاولة الإبادة والتهجير لهم قد تصل إلى تريليوني دولار، حيث أنه يوجد ما يقرب من ملياري مسلم يمكنهم مقاطعة منتجات وشركات الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي وأن تلك الدول ستضطر لمراجعة مواقفها وتصحيحها حيث أنها لن تستطيع تحمل ذلك، حيث أن حجم صادرات أمريكا للدول العربية والإسلامية بلغ نحو 150 مليار دولار، وأن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدولة العربية والإسلامية زاد عن 300 مليار دولار خلال العام 2022، كما أن الصادرات الأوروبية إلى الدول العربية تعادل 3.7% من الصادرات الأوروبية الكلية وربع صادرات “إسرائيل” العسكرية اقتنتها الدول العربية بحوالي ثلاثة مليارات دولار.