
“لم أنم ليلتها وأنا أتخيّل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كُل صوب، ولكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أُمة نائمة”.
جوليدا مائير وكيف ساهمت في جريمة حرق المسجد الأقصى
منذ أكثر من 50 عاما، وبالتحديد فى 21 أغسطس 1969 ارتكب اليهود كارثة مروعة تمثلت فى حريق كبير وهائل أتى على ثلث المسجد الأقصى.
وتفاصيل الحريق تمثلت فى اقتحام المتطرف الصهيونى “مايكل دينس” المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وهي أحد أبواب المسجد، ثم وأشعل النار فى المُصلى القبلى بالمسجد، وهبّت النيران على واجهات المسجد وأسقفه وزخارفه وكُل محتواياته.
كان حادثا مدبرا ومفتعلا ومخططا له من قبل شخص يؤمن بشكل متطابق مع ما يقوله حاليا “الصهاينة المسيحيون” أو “المحافظون الجدد” في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد التهمت النيران منبر المسجد الذى أحضره صلاح الدين الأيوبى ، والذي يعتبر قطعة نادرة مصنوعة من قطع خشبية، معشق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أي مادة لاصقة، وهو المنبر الذي صنعه نور الدين زنكي، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد بعد تحريره. فلما مات قبل تحريره، قام صلاح الدين الأيوبي بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من الصليبيين.
والغريب والمؤسف في هذه العملية هو قيام الاحتلال الإسرائيلى بقطع الماء عن المُصلى والمنطقة المحيطة به كما منعت سيارات الإطفاء والدفاع المدني من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى بحجة أنَّ عملية الإطفاء من صلاحيات بلدية القدس التابعة لهم ، الا أن جميع الفلسطينين انبروا لمحاولة إطفاء الحريق، وقد حاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه فأخمدوا النيران بملابسهم وبمياه الآبار فى المسجد.
أن العقل المدبر لعملية إحراق المسجد الأقصى هي جولدا مائير، التي كانت تشغل رئيس الحكومة فى إسرائيل قالت “لم أنم ليلتها وأنا أتخيّل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كُل صوب، ولكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أُمة نائمة”.
جوليدا مائير تولت ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﻋﺎﻡ 1948 ، ونقلت الجارديان عنها عدد من الأحاديث التي سجتها ، حيث ذكرت أن ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ :” ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﻮ ﻭﻻ ﺃﺟﺪ ﻃﻔﻼً ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ” ،لم تكن ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ ” الفلسطينيين ﻫﻢ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ” ، ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻢ شعب الله المختار، ﻭﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻠﺔ ” : ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺷﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻮﺭﻳﺎ ﺑﺤﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺷﻌﺒﺎ ﻓﺮﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ” .
وحاولت حكومة الاحتلال أن تضلل جريمة حرق الأقصى ، فأشاروا أن الحريق بسبب ماس كهربائي داخل المسجد الاقصى، إلا أن خبراء ومهندسي شركة كهرباء القدس العربية الذين جاءوا بناءً على طلب من الهيئة الاسلامية للكشف عن أسباب الحريق؛ وأكدوا أن الحريق كان مدبراً بدقة ومتعمداً وليس بسبب عطل كهربائي كما أعلنت دولة الاحتلال.
أن هذه الجريمة تعتبر انتهاك كبير لأول قبلة اتجه إليها المسلمون، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال فقد قامت المظاهرات في كل مكان، وكالعادة شجب القادة العرب هذه الفعلة، وكان من تداعيات تلك الجريمة إنشاء منظمة “المؤتمر الإسلامي”، التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز هو صاحب فكرة الإنشاء.