
لماذا تتمسك أمريكا بدعم اسرائيل ؟
يتسائل الكثيرين عن السبب الذي يجعل أمريكا تدعم اسرائيل دعما لا محدود منذ 70 سنة ، وقد درس أكاديمين ومحللين بعد هذا الدعم والانسياق الكبير لدعم اسرائيل فقد أشار البعض الى لترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية، أو للتحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بينهما، أو لدور اللوبي وجماعات اليهود الأميركيين.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زياته الأخيرة لإسرائيل، وقامت الولايات المتحدة، بإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد، إلى الشرق المتوسط، كنوع من أنواع الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وهذا الدعم يعود لأكثر من 70 عامًا حيث بدأت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل عام 1949 بملايين الدولارات.
وقد بدأ الدعم الأميركي لإسرائيل منذ إنشائها عام 1948، إذ كانت أميركا أول دولة اعترفت بقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي ، حين قدّم السفير الأميركي جيمس غروفر ماكدونالد أوراق اعتماده لإسرائيل
ومنذ ذلك الوقت أخذت الولايات المتحدة على عاتقها مهمة دعم دولة الاحتلال سياسيا في نزاعها مع العرب، ودعم سياسة الاستيطان التي تفرضها على أرض الواقع في فلسطين والدول العربية على حساب الحقوق التاريخية العربية والفلسطينية.
منذ فترة الخمسينيات تتواجد الشركات الأمريكية في إسرائيل، وإن كان هذا غير واضحًا في هذه الفترة، إلا أنه الآن أصبحت هذه الشركات الأمريكية المتواجدة في إسرائيل معروفة ومعلنة، وهو ما جعل إسرائيل تحتل المركز الثاني على مستوى العالم من حيث عدد كبير من الشركات الناشئة، مثل (ألفابت، أبل، مايكروسوفت، ميتا، إنتل) حيث يتواجد جزء كبير من قسم الأبحاث الخاص بهذه الشركات في إسرائيل، يضاف إلى ذلك شركات السوفت وير والبرمجة سواء كانت شركات إسرائيلية بتمويل أميركي أو شركات أمريكية متواجدة في إسرائيل، وهذا القطاع من القطاعات الهامة والقوية جداً في إسرائيل، وفي إسرائيل يوجد أكبر مركز تطوير لشركة Intel في العالم.
وإضافة إلى الدعم المالي، تشارك الولايات المتحدة إسرائيل في عمليات متبادلة رفيعة المستوى، تشمل التدريبات العسكرية المشتركة والبحوث العسكرية وتطوير الأسلحة والاطلاع على معلومات مخابراتية لا توفرها لحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتتجاهل حيازة إسرائيل لأسلحة نووية.
ومع انتشار تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، طلبت إسرائيل مساعدة الولايات المتحدة على مواجهة الأنظمة المختلفة التي تستخدمها الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، ووافق الكونغرس على برنامج تعاوني أميركي إسرائيلي حتى السنة المالية 2024.
ويُتوقع أن تخصص إدارة بايدن المزيد من الأموال لتل أبيب من خلال طلب تمويل يقدم إلى الكونغرس. ومع ذلك، قد يحصل تأخير في تفويض الكونغرس لمثل هذه المساعدات مع غياب رئيس مجلس النواب.
وتفرض الولايات المتحدة شروطا على كيفية استخدام المساعدات، خاصة المساعدات العسكرية منها. ويحظر قانون ليهي تصدير المواد الدفاعية الأميركية إلى جهات عسكرية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
ومع ذلك، لم تُعاقَب أي وحدة إسرائيلية بموجب هذا القانون.
يشار إلى أن المساعدات العسكرية لإسرائيل زادت بشكل كبير بعد حرب 1967 عندما هزم جيشها الجيوش العربية للدول المجاورة، واحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.