ما الذي تعرفه عن معركة الكرامة ؟
التي استمرت فقط 15 ساعة بين الاسرائليين اليهود وبين القوات الاردنية البسالة ، والمبهر أن هذه المعركة مثّلت أولَّ نصرٍ للعرب وأولَّ هزيمةٍ فادحةٍ لـ “جيش إسرائيل الذي لا يُقهر” حسب ما كانوا يصفوا أنفسهم .
قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون ليال (وهو أحد جنود تلك الحرب) إن المعركة صُورت للجنود على أنها “نزهة” وأن الجيش الأردني لن يقاتل إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، “حسب معلوماتنا الأولية كان من المفروض ألا تشارك الدبابات الأردنية في القتال لكن حصيلة المعركة تركتنا جميعا في حالة صدمة.. وتحولت هذه العملية التي قدمت لنا على أنها نزهة إلى فاجعة.”
اندلعت المعركة بعد 9 أشهر من من هزيمة الجيوش العربية في حرب النكبة الذي انطلقت في 1948 ، حيث وقف العرب مذهولين من خسارتهم واجتياح الجيوش الاسرائلية الى شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، في ذلك الوقت بدا أنَّ الجيش الإسرائيلي واثقًا إلى حدٍ قاده إلى تنفيذ اجتياح عسكري في غور الأردن محاولا احتلالها .
في حين أن العدو يقول أن السبب الأول لهجومه للأردن هو : تزايد قوة الفصائل الفلسطينية، وتحول الأردن إلى نقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها، سببا رئيسيا في تأجيج غضبهم وجعله يفكر أبعد من القضاء على تلك الفصائل وهو احتلال أراض أردنية.
الا أن الرواية الأردنية أكدت أن هدف العدوان كان مغايرا لما قالوه ، حيث أنهم يهدفون الى تحطيم القدرات العسكرية للقوات والقيادة الأردنية وزعزعة ثقتها بنفسها بعد حرب يونيو 1967، واحتلال المرتفعات الشرقية والاقتراب من العاصمة عمان، للضغط على القيادة الأردنية ومساومتها سياسيا مستقبلا.
لكن الجيش الأردني وبكل بسالة التحم مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ليقلب المعادلة بعدها ،
وأخذت المعركة اسمها من بلدة “الكرامة” الأردنية الموجودة قرب الحدود الفلسطينية شرقي نهر الأردن، قريبا من جسر الملك حسين، وهو نقطة عبور فوق النهر الفاصل بين الأردن وفلسطين.
كيف بدأت المعركة ؟
بدأت المعركة بقصف مدفعي إسرائيلي قرابة الخامسة والنصف صباحا على مواقع قوات الإنذار والخطوط الأمامية للجيش الأردني، بالتزامن مع اقتحام من 3 معابر باتجاه الأردن، وهي “جسر الملك حسين” و”جسر دامية” و”جسر الملك عبد الله”.
ومع مواصلة الجيش الإسرائيلي تقدمه نحو بلدة الكرامة كانت آلياته تتعرض للقصف المدفعي من الجيش الأردني، وإطلاق النار من قبل الفدائيين الفلسطينيين.
ووفق الهيئة الأردنية فقد لعب سلاح المدفعية والدروع الملكي وقناصو الدروع دورا كبيرا في المعركة، وعلى طول الجبهة، وخاصة في السيطرة على جسور العبور، الأمر الذي منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه. وتقول الهيئة “دون أدنى شك، معركة الكرامة كانت معركة الجيش العربي منذ اللحظة الأولى”.
نتائج معركة الكرامة
وفق الرواية الأردنية لجأت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، في حين أصر ملك الأردن الحسين بن طلال على عدم وقف إطلاق النار طالما بقي جندي إسرائيلي واحد شرقي نهر الأردن.
وبدأ انسحاب القوات الإسرائيلية قرابة الساعة الثانية ظهرا، وتقول وثائق بريطانية إن رئيس أركان الجيش الأردني عامر خماش حاصر القوات الإسرائيلية حتى السادسة والنصف مساء ولم يهاجمها خشية تصعيد الموقف.
استنادا إلى منشورات الجيش الأردني، كانت خسائر المعركة كالتالي:
القوات الأردنية: 86 شهيدا و108 جرحى، تدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة.
القوات الإسرائيلية: 250 قتيلا و450 جريحا، تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن، وأسقطت 7 طائرات مقاتلة.
في حين يذكر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني أن عدد شهداء الجانبين الفلسطيني والأردني بلغ 185 و200 جريح.
أما على الصعيد الاسرائيلي فمعركة الكرامة كانت مسحا لكرامتهم بالفعل .