بداية أهنئ نفسي والأمة الإسلامية جمعاء على النصر المؤزر الذي أحدثه أبطال طوفان الأقصى والذي هو طوفان حقيقي عرى فيه أكذوبة أن القوة الصهيونية لا تُقهر، فإذا بهؤلاء الأشاوس يمرغون بها التراب، ويؤكدون للعالم عامة والعرب المتخاذلين منهم خاصة أنها أوهن من بيت العنكبوت..
إن ما سطره صناديد القائد محمد الضيف صباح الثاني والعشرين من ربيع الأول ١٤٤٥ للهجرة الموافق السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م في معركة العزة والكرامة، وتوغلهم للعمق الإسرائيلي فقتلوا وأسروا ما مكَّن الله لهم، وأحدثوا هالة كبيرة من الذعر والرعب في صفوف الصهاينة الأشرار الذين ذاقوا جزاء ما اقترفوه من جرائم بشعة وترويع للمدنيين الآمنين واغتيال وهتك للأعراض والحرمات، وقتل للشيوخ والرجال والنساء والأطفال، ولمناضلين والمدافعين عن الحقوق والمقدسات، طيلة مرحلة الغطرسة الصهيونية ولا تزال ..
وبهذا الصنيع المشرف والعمل البطولي المهاب يؤكد أبطال فلسطين الأوفياء قدراتهم الفائقة على الذود عن حياض الوطن والدفاع عن المقدسات وحماية الأعراض من دنس اليهود الغاصبين، واستحقاقهم أوسمة ونياشين الشجاعة والبسالة والتضحية والإباء والشموخ، وسط صمت وخذلان الحكومات العربية والإسلامية دون استثناء، فما لجرح بميت إيلام..
ولم يكتفي المنبطحون بالانبطاح والخنوع والارتماء في أحضان معشوقتهم وولية أمرهم إسرائيل.. بل ذهبوا إلى التنديد بهذا العمل البطولي الشجاع.. واصفين إياه بأنه عمل إرهابي ووحشي على الصهاينة الأبرياء، مؤكدين ولائهم المطلق لهم، والوقوف معهم في محنتهم، وأنهم يؤدون الصلوات والقرابين لسلامتهم، فيا للخساسة ويا للعار من هذه الحثالة المنبطحة..
إن زوال إسرائيل إلى الأبد حقيقة مؤكدة في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مصداقاً لقوله تعالى في سورة الإسراء :
(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) صدق الله العظيم.
ولنا أن نتخيل ماذا سيكسبه العالم أجمع من أريحية وسعادة وطمأنينة ورفاهية واستقرار بزوال هذا الدنس الصهيوني الخبيث الذي نضرع إلى الله بأن يعجل برحيلهم ليهنأ العالم أجمع بمكاسب زوال هذا النجس الذي لوَّث الأرض وأحدث فيها الفساد، وأهلك الحرث والنسل، قاتلهم الله أنا يؤفكون..
ولا يفوتنا هنا في سلطنة عمان الحبيبة إلا أن نحيي أبطال طوفان الأقصى الذين أعادوا للأمة الإسلامية جمعاء هيبتها وكرامتها التي فقدتها ردحاً طويلاً من الزمن، ولعلها تفوق من سباتها الطويل، وتدرك أن المقاومة الباسلة أستطاعت أن تباغت العدو في عقر داره وتكبده خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، رغم القبة الحديدية والجدران العتية والأسلاك الشائكة.
كما نثمن مبادرات بعض خطباء صلاة الجمعة في بعض ولايات السلطنة الذين خصصوا خطبة هذه الجمعة للحديث عن الجهاد والتلميح عن بعد لما يجري بين المسلمين والكفار في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الأمة الإسلامية التي سيبزغ نجمها وستنتصر بعزة الله وتمكينه رغم أنف المتصهينين من الغرب والعرب ..
اللهم حرر الأقصى الشريف، من دنس اليهود الغاصبين، وعجَّل بهلاك أعداء الدين، ولا تبقي لهم من باقية يا رب العالمين ..
السبت ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٥
الموافق ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣م