غير مصنف

” ليليان شعيتو” .. جريحة مرفأ بيروت وضحيته النائمة

 

ليليان شعيتو، أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت في ٢٠٢٠ ، والتي أمضت السنتين الماضيتين كلهما تقريباً في معاناة صامتة .

لسوء حظ ليليان تصادف وجودها  في الرابع من أغسطس 2020 في دائرة الخطر، وذلك عندما خرجت لشراء هدية لزوجها. يومها انفجر مرفأ بيروت، وانهارت أحياء من العاصمة اللبنانية ، لتنهار بعدها ليليان . فهي تخضع للعلاج في المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تعيش منذ الانفجار.

وكانت ليليان قد أصيبت بأضرار بالغة في فصوص دماغها الأمامية تركتها في غيبوبة استمرت لأشهر، وتطلبت خضوعها لثلاث عمليات جراحية.

وفي يوليو ٢٠٢٣، نطقت بأول كلمة لها منذ ما يقرب من عامين ، وقالت : “ماما”.

أي مشاعر حملت ليليان لتنطق بهذه الكلمة ؟ هل هي فقد لأمها أم أنها صرخات نداء صامته  لابنها  الصغير علي الذي لم تره منذ الانفجار  بسبب نزاع على الحضانة مع زوجها. وفقا لـ “العربية نت”.

فأي قلب حمله زوجها بعد أن حرمها من طفلها الصغير وهي تصارع الموت !؟ 

الطفل الدمية

عانت أسرة ليليان من دموعها الصامتة وفقدها الأليم ،  فاضطرت الأسرة  إلى تعويضها بدمية صغيرة بدلاً من  طفلها ، فالظروف تكالبت عليها وتخلى الزوج عنها ، واحتجز جواز سفرها ولم يكفه ذلك فقد  أستخرج قرارا بمنعها من السفر، وانتزع ابنها من بين أحضانها.

وقالت شقيقتها نوال شعيتو: “لاحظنا أنه في كل مرة تشاهد طفلاً على شاشة التلفزيون تبدأ بالبكاء، لأنه يُذكّرها بابنها، لذلك قررنا بعد استشارة طبيبتها إحضار دمية لها كي تحتضنها، لأن ذلك سيُساعدها في تخفيف آلام الشوق لرؤية طفلها علي، علماً أنها تُدرك أن من تحتضنه ليس طفلها وإنما دمية”.

الا أن الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً في حياة الضحية ليليان ،فقد أُتيح للأم الملهوفة ولأول مرة أن ترى فلذة كبدها، في لقاءٍ مؤثرٍ لم يكن ليحصل لولا ضغط الرأي العام وحملات المناصرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي اللقاء الأول بين علي ووالدته بعد عامين على الفراق “تفاعلت ليليان بشكلٍ لا يوصف، فقد تركت “علي” في ذلك اليوم المشؤوم، وهو بعمر الشهرين، لتعود وتراه أمس وقد بلغ عمره سنتين وشهرين. لم تفارقه لحظة، رافقته ولاحقته بعينيها، كيفما تجوّل في غرفة المستشفى. اقترب منها، فسارعت إلى مدّ يدها والتمسّك به، وبدأت شفاهها ترتجف، وكأنّها تريد مناداته باسمه، علي”

ولأنه طفل صغير ، لم يعيش طفولته الأولى في أحضان والدته فهو لم يتذكّرها ولم يعرفها ، غير أنّ والده ردّد أمامه القول “هذه ماما، سلّم عليها واسألها كيف حالها”، فاقترب منها وسألها “كيفك يا ماما؟”

فما هو وقع هذه الكلمة على قلب الأم المكلومة ؟

يشار إلى أن ليليان لا تزال مشلولة تقريباً، وتتواصل عن طريق إغماض عينيها لتأكيد أمر ما أو إدارة رأسها المغطاة بالضمادات بعيداً لرفضه.

وتحتاج أيضاً مسكنات للألم وعلاجا للصرع غير متوفر في لبنان في ظل الأزمات الخانقة، وتطلب شقيقاتها من الأصدقاء والمعارف القادمين من الخارج إحضار الأدوية، وتدفع الأسرة ثمنها بالدولار الأمريكي الذي يصعب الوصول إليه مع استمرار انخفاض قيمة العملة اللبنانية.

كما تقيم ليليان في غرفة خانقة في الطابق التاسع، بها مروحة صغيرة غير قادرة على تبديد رطوبة الصيف، حيث يقوم المستشفى بترشيد إمدادات الديزل الخاصة من خلال الحد من ساعات عمل تكييف الهواء المركزي.

غير أنها لن تبقى هناك لفترة أطول، فقد أبلغ المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت العائلة في فبراير أن المنظمة الخيرية التي تغطي تكاليف إقامتها لم تعد قادرة على تحمل ذلك، وأنه سيتعين عليها الانتقال إلى مركز إعادة تأهيل متخصص لمتابعة علاجها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى