غير مصنف

“هاريسون أوكين” الناجي الوحيد في السفينة النيجرية

 



هاريسون اوكين البطل النيجيري الذي صارع الموت في قاع المحيط الأطلسي  لينجو مخلداً قصة أشبه بالمعجزة .

حيث تمكنت فرق الإنقاذ من انقاذه بعد مضي ٧٢ ساعة من غرق السفينة التي كان يعمل بها أوكين طباخاً .

تدور أحداث هذه القصة في مايو ٢٠١٣ ، حيث أبحرت سفينة الجرجاكسون٤برفقة سفن اخرى مرافقة احدى ناقلات النفط في خليج نيجيريا ، والمشهور بهذه المنطقة هو كثرة هجوم القراصنة على السفن ، مما يستدعي من طاقم السفن إغلاق غرفهم أثناء النوم بإحكام شديد كنوع من الحماية لمواجهة خطر الهجوم والقراصنة .

كيف بدأت الحادثة   ؟

خرج هاريسون من غرفته في السفينة في ساعة متأخرة من الليل متوجهاً الى دورة المياة  وماهي الا لحظات قليلة حتى حدث اضطراب في مياة البحر و  ضربت عاصفة شديدة سفينة جاكسون ٤ مما أدى الى غرقها مباشرة ،  واستقرارها في قاع المحيط الأطلسي ، أي على عمق يفوق ٣٠ مترا !

في هذه الأثناء عانى هاريسون هول الصدمة ، فالمشهد لا يزال ضبابي أمامه ولم يستجمع عقله تفاصيل الحدث،   حيث لم يجد نفسه الا وهو يصارع تدفق المياة في دورة المياة ،فتيقن حينها أن السفينة قد غرقت ، أما رفاقه الأخرون  فقد فقدوا حياتهم مباشرة نتيجة للغرق والاصطدام .

بعد غرق السفينة واستقرارها ، تشكل جيب هوائي في دورة المياة مما ساعد هاريسون على النجاة تلك اللحظات ، فقد تمكن من اخراج رأسه في تلك الفجوة وتمسك بجزء من مغسل اليدين  ، لتكون تلك الفجوة الصغيرة هي مصدر الأمان وحبل النجاة للوحيد هاريسون .

صراع النجاة

 في مثل هذه الأحداث يكون الموت أسرع من الخلاص ، فها هو هاريسون بدأ التعب يتسلل في جسده ، فالمكان بارد جدا ودرجة حرارة المياة كذاك منخفضة ناهيك عن الجوع والعطش ، كما أن رائحة الموت تقترب .

هذه المعطيات كفيلة أن تدفع هاريسون لكفاح العيش والمجادلة من أجل البقاء ، فقرر ان يخرج من دورة المياة ليبحث عن مكان آخر قد يستنجد به ، وعلى الرغم من أن قدرته على  السباحة ليست بالقدر الجيد الا أنه تمكن من السباحة في المياة التي غمرت السفينة ، ويا للحظ ! ، فقد وجد غرفة أخرى قد تشكل بها جيب هوائي يستطيع أن يجلس بها، فرتب الأغراض فوق بعضها وحصل على مكان جيد للجلوس وحافظ على الاكسجين الموجود في الغرفة .

بداية الإنقاذ وتسلل الأمل لهاريسون

بدأت فرق الإنقاذ بعملياتها بعد ما لاحظت اختفاء السفينة من على الأقمار الصناعية ، حيث بدأت شركة -DCN DIVING- – الهولندية في تحديد موقعها ، لكن الغواصين لم يتمكنوا من الغوص لذلك العمق  ، فعادوا أدراجهم  وقاموا بتجهيز العدة المناسبة ونزلوا من مرة أخرى لعمق المحيط .

بعد ما قضى الغواصين ساعات طويلة في انتشال الجثث والبحث عنها واعتقادهم أنه لم يعد يوجد هنالك أي جثة ، تفاجأوا بيد تشد على أحد الغواصين. نعم أنه هاريسون

يقول هاريسونلحسن الحظ أن فرق الإنقاذ عثرت علي ، فعندما سمعت أصوات في السفينة سارعت بالسباحة الى مصدر الصوت ، لأني اعي جيدا أن هنالك أمل “.

سارعت الفرق لمساعدة هاريسون وتم نقله مباشرة الى المستشفى لعمل الفحوصات اللازمة .

حياة جديدة

لا يزال هاريسون يعمل في مجال الطبخ فهو شغوف جداً بعمله ، ولكن وبعد الحادثة قرر أن يعمل بعيداً عن السفن والمياة ، وقد استطاع أن يكمل حياته بشكل طبيعي حيث تزوج وأنشأ أسرته ، ولا تزال قصته باقية لتضرب مثلا للصبر والكفاح  ومواجهة الخوف عند الوقوع في مثل هذا النوع من الأحداث ، فالاستسلام للموت ليس دائما هو الخلاص .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى