لجينة وأريج محسن حيدر درويش … تجربة إستثنائية في ريادة المرأة العمانية

قبس 

عندما يأتي الحديث عن تمكين المرأة في سوق العمل وعن القيادة النسائية العمانية الناجحة ، فإن عُمان زاخرة بالعديد من النماذج الايجابية و التي تُعد شاهدة على التمكين الذي تمنحه الحكومة الرشيدة و على الدعم المجتمعي الذي تحصل عليه المرأة العمانية. و في مقال اليوم نتحدث عن نموذج رائد من المساهمة الفعالة للمرأة في دفع عجلة التنمية. 

 لجينة وأريج محسن حيدر درويش ، الأختان اللتان شكلتا جزءً كبيراً  في دور تنامي المرأة العمانية في عالم الأعمال والإقتصاد ، حيث اصبحنَّ نموذجاً يُشار إليه  بالبنان في العمل السياسي والاقتصادي في الخليج عامة وقد يتم إدراج اسمهما في العديد من قوائم ”مجلة فوربس الشرق الأوسط“، واحتلت الاختين مرتبة متقدمة حيث تم إدراج  المكرمة لجينة  والدكتورة أريج محسن حيدر درويش، في قائمة فوربس الشرق الأوسط لعام ٢٠٢٣ لأقوى١٠٠  سيدة أعمال، و تبوأت الأختين المرتبة ٢٨   لعام ٢٠٢٣ ، حيث تشغل المكرمة لجينة منصب رئيس أقسام البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة وحلول المستهلك، والدكتورة أريج تشغل منصب   رئيسة مجلس إدارة مجموعة شركات محسن حيدر درويش ، ورئيس أقسام السيارات ومعدات البناء والطاقة

وبالإضافة إلى عضويتها في اللجنة الاستشارية للبرنامج الوطني للقيادة والتنافسية، فإن المكرمة لجينة هي أيضًا عضو في فريق العمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص التابع لديوان البلاط السلطاني. كما أنها رئيسة جمعية الصداقة العمانية الإيطالية وعضو في منتدى المرأة الخليجية. ولقد تم ترشيح المكرمة لجينة كأحد القادة العالميين الشباب من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2005. كما أنها عضو سابق في العديد من المنظمات الهامة، مثل المنتدى العربي الدولي للمرأة، ومجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومجلس إدارة المركز العماني لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات.

كما أن المكرمة قد تم إنتخابها مرّتين عن ولاية مسقط كعضو في مجلس الشورى وكعضو في مجلس الدولة بمرسوم سلطاني في العام 2015. الأمر الذي منحها  الفرصة الذهبية لخدمة عُمان وشعبها و عزز قربها من المجتمع حيث أخذت على عاتقها مسؤولية الاهتمام بالقضايا التي تواجه الناس في المحافظة ورفع تطلعاتهم إلى السلطات المعنيّة. وصنع منها عقلية سياسية محنكة بجانب الفكر الاقتصادي الممتاز.

وفي ٢٠٢١ تم انتخاب المكرمة لجينة بنت محسن حيدر درويش لمنصب مقعد المرأة الإلزامي في مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم للفترة القادمة 2021-2025 ، وتؤكد الدكتورة أن شرف تمثيل الجانب النسائي في مجلس إدارة الإتحاد العماني سيكون من شأنه المساهمة في تمكين المرأة في الجوانب الرياضية ويضعها شريك الى جانب الرجل .

تدير الشقيقتان درويش إحدى أكبر الشركات العائلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يعمل لديها أكثر من ألف شخص. ولدى المجموعة شراكات مع العديد من العلامات التجارية العالمية، في قطاعات السيارات والمركبات التجارية وأجهزة الحاسوب والاتصالات والإلكترونيات ومواد البناء وغيرها.

تأكد الأختين بأن النجاح لايورث وإنما يأتي من حصيلة الشغف والجد والطموح . وأن تكون دائما محدد الأهداف وتسير في منظمومة واضحة  من الاجتهاد والاعتماد على الذات والاستعداد لتحمل المسؤولية، و على الرغم من الحمل الكبير الذي بقي بعد وفاة والدهما الا أنهما أثبتتا أن العمل المشترك مهم جدا لتحقيق النجاح .

وقد قالت فوربس الشرق الأوسط بأن المكرمة لجينة محسن حيدر درويش تقود أقسام البنية التحتية والتكنولوجيا والحلول الصناعية والاستهلاكية (ITICS) في شركة محسن ، التي تعد أحد أكبر الشركات العائلية  في سلطنة عمان.

والتي قادت الوفد العماني المشارك في أكسبو دبي ٢٠٢٠  

، وأطلقت طابعًا بريديًا للاحتفال بيوم المرأة العمانية، وهي أيضًا عضو في الجمعية الملكية البريطانية للفنون وأضافت بأن الدكتورة أريج محسن حيدر درويش تشرف على مجموعة السيارات ومعدات البناء والطاقة المتجددة (ACERE) التابعة لمحسن حيدر درويش، وهي إحدى أكبر الشركات العائلية في سلطنة عمان ، 

حيث تعمل الشركة في العديد من المجالات التجارية والصناعية والخدمية وتشمل تمثيل لأكثر العلامات التجارية شهرة مثل لاند روڤر و جاغوار ومكلارين وفولفو وإم جي و فورد  و أشوك ليلاند وهواوي وهيتاشي وكيه دي كيه ودايكين وغيرها من العلامات التجارية العالمية.

ومؤخراً فازت الدكتورة أريج محسن حيدر درويش برئاسة غرفة تجارة وصناعة عمان للفترة ٢٠٢٢– ٢٠٢٦ ويأتي هذا الفوز بعد حصولها لأكبر عدد من الأصوات في انتخابات  غرفة  تجارة عمان ٢٠٢٢ ، ويعد هذا الفوز محصلة لثقة كبيرة من المصوتين لها ولم تأت هذه الثقة من فراغ   ، بل من أسم فذ وعقل اقتصادي محنك رسم بماء الذهب وحقق انجازات تسطر ومشاريع تذكر  ، كما أن رؤيتها تتلخص في مبدأ التمثيل الفعال للقطاع الخاص من خلال غرفة تجارة يشارك فيها الجميع بمسؤولية.

  وقد  أنطلق مشوار الدكتورة أريج المهني بعد تخرجها من جامعة السلطان قابوس بدرجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر وعملت مع شركة تنمية نفط عمان كمبرمجة لتنضم  لاحقا في عام ١٩٩٤ إلى شركة العائلة وتدرجت في تولي المسؤوليات والمناصب مما أتاح لها التعرف على جميع جوانب الأعمال والأقسام في شركة محسن حيدر درويش.

وتؤكد الدكتورة  بأنه لا توجد طريقة محددة لتحقيق النجاح، ولكن المهم هو  اشتعال الشغف ، لأن الشغف هو عنصر أساسي لتحقيق أهداف الأعمال التجارية، فهو الذي يجعلك تتحرك نحو الهدف، بكل دقة وتركيز واستغلال  الفرص التي تأتي في الطريق.

وتشيد الدكتورة أريج محسن حيدر  بواقع المرأة العمانية في السلطنة والاهتمام والعناية الفائقة التي حظيت بها منذ النهضة المباركة القديمة ، حيث منح السلطان الراحل قابوس بن سعيد الثقة المطلقة للمرأة العمانية إيماناً منه بقدراتها في تحقيق الإنجازات ، وحرصه على مشاركة المرأة دائماً لجهود الرجل  لتحقيق التنمية ، وهو ما أكد عليه السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه –

تشهد الأختين اليوم دعماً كاملاً وتمكيناً  مميزاً للمرأة العمانية  في مختلف المجالات .

جهود المكرمة لجينة والدكتورة أريج لا تقف عند هذا الحد ،  فبالجد  والإجتهاد تصل الى القمة والنجاح ففوز شركة محسن حيدر درويش في مسقط، عمان بجائزة ستيفي البرونزية وذلك ضمن جوائز ستيفي الشرق الأوسط في مجال أفضل شركة في مجال الابتكار وفي مجال صناعة المنتجات والخدمات في قطاع الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2020 التابعة ل الاونرابل لجينة محسن درويش ، يعد من ضمن انجازاتهن في سوق العمل .   

أن الإطلاع وتوسعة المدارك له أثر كبير في تنمية الذات وهذا هو النهج الذي مشت عليه العقليات التجارية الفذة  ، فالمكرمة لجينة كانت رئيسة سابقة لجمعية الصداقة العمانية الإيطالية ورئيسة لجمعية الصداقة العمانية الصينية ، حيث أكدت وبقوة ضرورة ضلوع الأفراد كأعضاء فاعلين في جمعيات دولية أخرى  ،  مما يساعد في فهم كيفية العمل الهادف لبناء وتعزيز علاقات سلطنة عمان مع الدول الأخرى. ومن المهم المحافظة على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للسلطنة .

إن النساء القياديات من عُمان يمكنهن المساعدة في تحقيق النجاح في بيئات العمل المختلفة. واليوم  المرأة لديها الكفاءة والمهارة التي تمكّنها من تبوأ مركز قيادي عندما يتعلق الأمر بتحديات جديدة، وهنا يكمن التحدي في إثبات القدرة على الإنجاز، وفي نفس الوقت القيام بالمزيد.  فنحن نعيش في عصر يساعد على تمكين المرأة وجعلها مسؤولة عن نفسها و تحديد كيفية عملها وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية. كما أن ريادة الأعمال تعتبر سبيلاً للنساء لسد الفجوة في الأجور والارتقاء إلى مناصب قيادية حسب شروطهن الخاصة.