أخبار عمان

المهرية.. لغة بلا حروف تنبض بالحياة في ظفار!

في زوايا بعيدة من جنوب سلطنة عمان، بين الجبال والسهول، تُحكى قصص الأجداد بلغة نادرة تأبى الاندثار، إنها اللغة المهرية، إحدى أقدم اللغات السامية التي لا تزال صامدة رغم تغيرات الزمن. في محافظة ظفار، تحديدًا في ولايات مثل شليم، المزيونة، وسدح، يتوارث الأهالي هذه اللغة جيلاً بعد جيل، وكأنها كنز لغوي محفوظ بعناية.

لغة بلا حروف.. لكنها تنبض بالحياة

ما يميز المهرية أنها لغة منطوقة لا مكتوبة، ورغم غياب الحروف، إلا أنها تحمل مفردات وأساليب تعبيرية غنية، تعكس تراثًا يمتد لآلاف السنين. يعتمد الناطقون بها على تناقلها شفهيًا، حيث تجدها حاضرة في الأشعار، الحكايات الشعبية، والأمثال القديمة، التي تحمل في طياتها حكمة الأجيال الماضية.

أصوات غير مألوفة.. وتحديات بقاء

عندما تسمع المهرية لأول مرة، قد تظن أنها لغة غامضة، فهي تحتوي على أصوات نادرة وغير موجودة في العربية الفصحى، مما يجعل تعلمها تحديًا فريدًا. ومع ذلك، تواجه هذه اللغة خطر الاندثار بسبب قلة استخدامها في الحياة اليومية، وتأثير التعليم الرسمي ووسائل الإعلام التي تعتمد على اللغة العربية الفصحى.

هل تنجح الجهود في حفظها؟

في السنوات الأخيرة، ظهرت مبادرات للحفاظ على المهرية، من خلال توثيقها ودراستها أكاديميًا، إلى جانب تشجيع الأجيال الجديدة على التحدث بها. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارها كلغة حية، وليس مجرد إرث لغوي محفوظ في الكتب.

المهرية.. ليست مجرد كلمات، بل هوية!

بالنسبة للناطقين بها، المهرية ليست مجرد لغة، بل جزء من الهوية والثقافة، تحمل بين كلماتها روح المكان وتاريخ الأجداد. فهل تنجح في الصمود أمام الزمن، أم ستصبح ذكرى من الماضي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى