أخبار عمان

هل منظومة “إجادة” عادلة مع الجميع؟ آراء متباينة تثير الجدل على منصة “أكس”

خاص – قبس

تحليل تفاعل الناس مع منظومة “إجادة”: هل هي عادلة مع الجميع؟

منظومة “إجادة” هي إحدى المبادرات التي أطلقتها سلطنة عمان لتقييم وتطوير أداء موظفي القطاع العام في مختلف المؤسسات الحكومية، بهدف تحسين الأداء وتعزيز الكفاءة. ورغم أن الهدف الأساسي للمنظومة هو رفع جودة الخدمات الحكومية وضمان عدالة التقييم، فإن تفاعل الناس عبر منصة “أكس” (Twitter سابقًا) يثير تساؤلات حول مدى عدالتها وفاعليتها في تطبيق معاييرها على جميع الموظفين والمؤسسات بشكل متساوٍ.

الهدف من منظومة “إجادة”

تتمثل فكرة “إجادة” في إنشاء نظام موضوعي يقيم الأداء الحكومي بناءً على معايير دقيقة، بما في ذلك الكفاءة، الجودة، والإنتاجية. في نظر الحكومة، من المتوقع أن تساهم هذه المنظومة في رفع مستوى الشفافية وتحفيز الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم، مما ينعكس إيجابيًا على الخدمة العامة.

تفاعل الناس في منصة “أكس”

من خلال متابعتنا لتفاعل الناس على منصة “أكس”، يمكن ملاحظة مجموعة من الآراء المتباينة حول منظومة “إجادة”. تكثر الانتقادات التي تشير إلى أن المنظومة قد تكون غير عادلة في بعض الحالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعايير التي يتم اعتمادها لتقييم الموظفين.

• الانتقادات المتعلقة بالمعايير: يعتقد البعض أن بعض المؤسسات أو بعض الموظفين قد يتم تقييمهم بشكل غير دقيق بسبب غموض المعايير أو التفاوت في تطبيقها بين مختلف الجهات. على سبيل المثال، هناك من يرى أن بعض المديرين أو القادة في المؤسسات يمكن أن يحصلوا على تقييمات عالية بناءً على عوامل غير متعلقة بالكفاءة الفعلية، مثل العلاقات الشخصية أو البيروقراطية.

• التفاوت في التأثيرات: بعض الموظفين يعتقدون أن المنظومة قد تكون متحيزة ضد البعض، خصوصًا في المؤسسات ذات العمل المتراكم أو التي لا تتمتع بالكفاءة العالية في الإدارات العليا. فقد يؤدي تطبيق تقييمات “إجادة” بشكل موحد إلى نتائج غير منصفة للموظفين في تلك المؤسسات، الذين لا يتحكمون في البيئة التنظيمية التي يعملون فيها.

• ردود فعل إيجابية: من ناحية أخرى، هناك مجموعة من المستخدمين على منصة “أكس” الذين أبدوا إعجابهم بالمنظومة، مشيرين إلى أنها تسهم في تحفيز الموظفين وتشجعهم على تحسين أدائهم. البعض يعتقد أن وجود منظومة تقييم موضوعية سيشجع الموظفين المجتهدين على الاستمرار في العمل الجاد، وأن المنظومة تخلق نوعًا من المنافسة الصحية بين الموظفين، مما يعزز الأداء الحكومي بشكل عام.

التحديات التي تواجه منظومة “إجادة”

على الرغم من النوايا الطيبة التي تقوم عليها منظومة “إجادة”، فإن تطبيقها يواجه بعض التحديات:

1. قابلية التنفيذ: قد تواجه بعض المؤسسات صعوبة في تطبيق المعايير بشكل دقيق بسبب وجود تفاوت في الإمكانيات بين المؤسسات الحكومية.

2. الشفافية في التقييم: إذا لم تكن آلية التقييم واضحة وشفافة، فقد تتولد مشاعر من الإحباط والظلم بين الموظفين الذين يشعرون بأنهم لم يحصلوا على التقييم العادل.

3. التحفيز السليم: قد يتسبب تركيز المنظومة على الأداء الكمي، مثل سرعة إنجاز المهام، في إغفال الجوانب النوعية مثل الابتكار أو التفكير الاستراتيجي، ما قد يقلل من دافع الموظفين المبدعين.

هل “إجادة” عادلة مع الجميع؟

بناءً على الآراء المتنوعة التي تتداولها المنصة، يمكن القول إن العدالة في تطبيق “إجادة” لا تزال محل تساؤل. يبدو أن التفاوت في تطبيق المعايير بين المؤسسات المختلفة هو أحد الأسباب الرئيسية التي تثير الانتقادات، مما يؤدي إلى شعور بعض الموظفين بعدم المساواة. في الوقت نفسه، يُظهر البعض تفاؤلاً حيال المنظومة، مشيرين إلى أنها قد تكون وسيلة فعالة لتحفيز الأداء وتحقيق الشفافية إذا تم تطبيقها بالشكل الأمثل.

منظومة “إجادة” تأتي مع نية تحسين الأداء الحكومي وتطوير الخدمات العامة، ولكن نجاحها يعتمد بشكل كبير على التطبيق المتساوي والشفاف للمعايير. لتحقيق العدالة في التقييم، يجب أن تتم مراجعة الأداء بشكل دوري، مع مراعاة الاختلافات بين المؤسسات المختلفة لضمان تقييم عادل يعكس الجهود الحقيقية التي يبذلها الموظفون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى