
إنتهاكات و” غرف الملح ” ..“سجن صيدنايا: رمز القمع ومسرح الانتهاكات المروعة في سوريا”
سجن صيدنايا، الواقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال دمشق، يُعتبر من أكثر السجون سريةً ورعبًا في سوريا. منذ افتتاحه عام 1987، استُخدم لاحتجاز آلاف السجناء، بمن فيهم المعتقلون السياسيون والمدنيون والمعارضون للحكومة. خلال الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، ازدادت التقارير عن الانتهاكات المروعة التي تحدث داخله.
الانتهاكات و”غرف الملح”
أفادت تقارير حقوقية بأن سجن صيدنايا شهد عمليات إعدام جماعية وتعذيب ممنهج. وفقًا لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، قُدّر أن ما بين 30,000 و35,000 معتقل لقوا حتفهم في السجن بين عامي 2011 و2021، نتيجة الإعدام المباشر أو التعذيب أو سوء الرعاية الصحية أو التجويع الممنهج.
من بين الممارسات المروعة التي كُشفت، استخدام ما يُعرف بـ”غرف الملح”. نظرًا لعدم توفر برادات لحفظ جثث المعتقلين الذين يموتون يوميًا بسبب التعذيب أو الظروف القاسية، لجأت إدارة السجن إلى استخدام غرف مملوءة بالملح لتأخير تحلل الجثث قبل نقلها.
هيكلية السجن والإجراءات الأمنية
يتألف سجن صيدنايا من مبنيين رئيسيين، محاطين بسورين داخلي وخارجي، وبينهما حقول ألغام مضادة للأفراد والدروع. تتولى الفرقة 21 التابعة للجيش السوري حراسة محيط السجن، بالإضافة إلى وجود مفارز أمنية متعددة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية وفرع أمن الاتصالات، لمراقبة السجن والمناطق المحيطة به.
إفادات المعتقلين السابقين
يروي ناجون من سجن صيدنايا قصصًا مروعة عن التعذيب والتجويع والحرمان من الرعاية الصحية. أحد المعتقلين السابقين وصف السجن بأنه “معسكر للموت”، حيث يتعرض المعتقلون لأساليب تعذيب قاسية ومعاملة لاإنسانية.
المطالبات بالعدالة والمحاسبة
مع الكشف عن هذه الانتهاكات، دعت منظمات حقوقية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سجن صيدنايا. يأمل الناجون وعائلات الضحايا في تحقيق العدالة ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها.
يُعد سجن صيدنايا رمزًا للقمع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا. تسليط الضوء على ممارساته يبرز الحاجة الملحة للإصلاح والمساءلة لضمان احترام كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.