الأخبار العالمية

هاريس مقابل ترامب وتباين السياسات: من سيكون رئيس الولايات المتحدة لعام 2024؟

 

في سباق الانتخابات الرئاسية 2024، يبرز الصراع بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس كواحدة من أكثر المعارك السياسية إثارة، يتباين نهج كل منهما بشكل ملحوظ في قضايا محورية تؤثر على مستقبل الولايات المتحدة، مما يجعل هذا السباق ذو طابع خاص.

تعتبر سياسات الضرائب من أبرز المجالات التي يظهر فيها الفرق بينهما، كامالا هاريس تدعو إلى زيادة الضرائب على الأغنياء والشرائح الأعلى دخلاً بهذا ستساهم في تحقيق العدالة الاقتصادية وتحسين الخدمات العامة، وتهدف إلى تمويل البرامج الاجتماعية مثل خفض الديون الطبية وبناء وحدات سكنية جديدة.

في المقابل، يتبنى دونالد ترامب سياسة معاكسة تماماً، ترامب يركز على تقليص الضرائب، ويعد بتمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها خلال ولايته الأولى، ويعهد بإلغاء أي زيادات ضريبية تمت خلال إدارة بايدن، مما يعكس التزامه بتحفيز النمو الاقتصادي من خلال سياسات ضريبية ميسرة.

كامالا هاريس تعتبر الإجهاض حق أساسي من حقوق المرأة وتدعمه بقوة، وتسعى للحفاظ على قرار “رو ضد وايد” الذي يضمن حقوق الإجهاض على المستوى الوطني، وتركز على تعزيز الوصول إلى خدمات الإجهاض من خلال تشريعات تدعم الرعاية الصحية وتوفير الدعم المالي للنساء.

في المقابل، يعارض دونالد ترامب بشدة الإجهاض، ويدعو إلى تقليصها من خلال تشريعات تمنع الإجهاض بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويأمل في مراجعة أو إلغاء قرار “رو ضد وايد”، ويؤكد على حماية الحياة منذ لحظة الحمل ويرفض تقديم الدعم الفيدرالي لخدمات الإجهاض.

تأتي قضايا الطاقة والمناخ في مقدمة الاهتمامات الأخرى التي تفرق بينهما، كامالا هاريس تدعم سياسات “الصفقة الخضراء الجديدة” التي تسعى إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، تركيزها ينصب على استثمارات كبيرة في البنية التحتية الخضراء وتطبيق بنود قانون خفض التضخم.

أما ترامب، فيعتبر تغير المناخ قضية مبنية على خدعة، يرفض بشدة سياسات الطاقة النظيفة ويؤكد على أهمية الوقود الأحفوري، ويدعو إلى تعزيز التنقيب عن النفط ويعتبر أن التحول إلى السيارات الكهربائية يشكل عبئاً مالياً غير ضروري على الأمريكيين.

تظهر الفجوة بين هاريس وترامب أيضاً في تعاملهم مع قضايا الهجرة، كامالا تدعو بدورها إلى تعزيز حقوق المهاجرين وإصلاح نظام الهجرة بطريقة توفير الأمان والحماية لهم، وتتجنب الحديث بشكل مفصل عن الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، لكنها تركز على تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد.

دونالد ترامب، من جهته، يهدد بإجراء إصلاحات جذرية في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ويعد بالعفو عن المتهمين في الهجوم على الكابيتول، ويركز على تقليص الهجرة غير الشرعية وتعزيز الحدود، مع التركيز على عمليات الترحيل.

عند النظر في قضايا حقوق الإنسان، فإن كامالا هاريس تدعم حقوق المثليين والمتحولين جنسياً، حيث ألغت إدارة بايدن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب والذي منع المتحولين جنسياً من الخدمة في الجيش، وتؤكد هاريس على ضرورة حماية حقوق هذه الفئات وتعزيز مساواتها في المجتمع.

في المقابل، يعارض ترامب حقوق المتحولين جنسياً بشكل واضح، حيث يخطط لتقليصها، يهدف إلى فرض حظر على التدخلات الهرمونية والجراحية للقاصرين المتحولين جنسياً، ويخطط لإنهاء خدمة المتحولين جنسياً في القوات المسلحة.

تُبرز هذه الاختلافات في السياسات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب الطبيعة المتباينة للخيارات التي يواجهها الناخبون في الانتخابات المقبلة، حيث تقدم هاريس رؤية قائمة على تعزيز الحقوق الاجتماعية والعدالة الاقتصادية، بينما يركز ترامب على تقليص الضرائب وتعزيز السياسة الوطنية، ستكون الانتخابات الرئاسية 2024 معركة حاسمة ستحدد الاتجاه الذي ستسلكه الولايات المتحدة في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى