
“التاكسي الطائر” يهبط مبكرًا.. باريس تتراجع عن خطط الرحلات التجريبية خلال الأولمبياد
على الرغم من الوعود السابقة بشأن إدخال “التاكسي الطائر” إلى سماء باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية، أعلن وزير النقل الفرنسي يوم الأربعاء عن إلغاء هذه الخطط، حيث كان من المفترض أن تقدم شركة “فولوكوبتر” الألمانية طائراتها المستقبلية بدون طيار، والتي تشبه المروحيات الصغيرة، كجزء من تجاربها خلال الأولمبياد، ومن ثم أعلنت تأجيلها لهذه الرحلات بسبب تأخير في الحصول على شهادة اعتماد لمحرك المركبة.
في البداية، أعلن “باتريس فيغرييت”، وزير النقل الفرنسي، أن “التاكسي الطائر” ستكون جزءًا من تجربة جديدة خلال الألعاب الأولمبية، وأكد أنه “تقدماً تكنولوجياً” يمكن أن يكون مفيداً في المستقبل، ولكن سيكون هناك قيود على استخدام هذه التقنية، ولن تشمل الجمهور العام، وقال: “ستكون هناك بعض الرحلات التجريبية، وإذا ثبت أنها غير فعالة أو تُحدث الكثير من الضوضاء، سنقوم بتقييم النتائج.”
شركة “فولوكوبتر”، التي دخلت في شراكة مع مشغلي المطارات الفرنسية ADP وRATP، إلى جانب الحكومة الإقليمية لباريس، كانت قد استثمرت حوالي 600 مليون يورو في تطوير طائرتها VoloCity، وقد أُقيمت أربع مناطق هبوط وإقلاع في باريس، بما في ذلك منصة عائمة على نهر السين، في إطار الاستعدادات لاختبارات الطائرة.
ومع ذلك، واجهت الشركة عقبات تنظيمية تتعلق بالحصول على ترخيص من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) في الوقت المناسب، بالإضافة إلى ذلك، انتقد المسؤولون المحليون في باريس الفكرة، معتبرين أنها تقنية غير عملية و”صديقة للبيئة في أنقى صورها” ولكنها مخصصة للأثرياء فقط، وصوت المجلس المحلي في باريس بالإجماع ضد الفكرة، وقد حصلت عريضة تطالب بحظر هذه الفكرة على حوالي 15,000 توقيع، بالإضافة للقيام بمظاهرة مناهضة للفكرة “سيارات الأجرة الطائرة، لا شكراً.”
أوضح إدوارد أركرايت، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ADP، أن التأخير في الحصول على شهادة “فولوسيتي” يرجع إلى مشاكل في محركات الطائرات، وقال: “نحن نشعر بخيبة أمل، ولكننا لن نقدم أي تنازلات فيما يتعلق بالأمان”.
من جهته، أرجع ديرك هوك، الرئيس التنفيذي لشركة فولوكوبتر، التأخير إلى عدم قدرة مورد أمريكي على توفير المكونات في الوقت المناسب.
وبالإضافة إلى العقبات التقنية والتنظيمية، حيث واجهت الطائرة VoloCity تحديات تتعلق بتأثيرها البيئي وفائدتها كحل نقل منخفض الكربون. وعلى الرغم من التحديات، لا تزال الشركة تأمل في الحصول على شهادة EASA في الخريف المقبل، لكنها ستضطر الآن إلى تأجيل عروضها التجريبية إلى ما بعد الألعاب الأولمبية.