
اغتيال هنية.. تأثيراته على الهدنة والرهائن ومعركة غزة
ألقت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بظلالها على المشهدين الإقليمي والدولي، وسط توقعات بتأثيرات مباشرة على مسار المفاوضات بين حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى تداعياتها على سير الحرب في قطاع غزة.
يرى محللون أن اغتيال هنية سيزيد من تعقيد وجمود المفاوضات بشأن الصفقة بين إسرائيل وحماس، مما قد يؤخر الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، كما يُتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
رغم التوقعات بتصعيد محدود في الرد على الاغتيال، سواء من قبل حماس أو إيران عبر وكلائها، إلا أن محللين يرون أن الرد قد يكون محدودًا.
وصف موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، الاغتيال بـ”العمل الجبان” وأكد أن الحركة لن تتركه يمر دون رد. من جهته، قال سامي أبو زهري، القيادي في حماس، إن الحركة مستعدة لدفع الأثمان في حربها لتحرير القدس.
أعلنت حركة حماس صباح الأربعاء عن اغتيال هنية في “غارة إسرائيلية” على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنه يدرس أبعاد الحادثة وسيعلن نتائج التحقيق لاحقًا.
في المقابل، اعتبر وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو الاغتيال “الطريقة الصحيحة لتطهير العالم”. وطلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على الحادثة.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يشير إلى حصول نتنياهو على الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة.
يعتقد المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور أن اغتيال هنية سيؤدي إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى تحقيق أهداف الحرب، والتي تشمل تفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحماس والإفراج عن جميع المختطفين.
رغم التوقعات بعدم حدوث رد مباشر من إيران، إلا أن الرقب يرى أن الرد الإيراني قد يأتي عبر وكلائها مثل حزب الله، وأشارت الخبيرة الأميركية إيرينا توسكرمان إلى أن اغتيال هنية في قلب طهران يعكس ضعفًا داخليًا واختراقًا أمنيًا كبيرًا لإيران، مما قد يدفعها لإعادة حساباتها في مواجهة إسرائيل.
في المجمل، يُتوقع أن يكون لهذه العملية تداعيات كبيرة على المفاوضات والعمليات العسكرية في المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرها على علاقات القوى الإقليمية والدولية.