
هل محرك “غين” العماني يمكن أن يكون البديل المثالي لـ ChatGPT؟ اكتشف القصة كاملة في حوار مع أحد صنَّاعه
حوار – محمود الجهوري

في عالم سريع التحول تبرز شركة “غيم” العمانية الناشئة كمثال رائد على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، لتسليط الضوء على مسيرة الشركة ورؤيتها المستقبلية، أجرت صحيفة قبس الإخبارية حواراً مع الدكتور جابر السلامي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “غيم”، وبخبرته العميقة في المجال التقني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، يقدم لنا نظرة شاملة على كيفية تأسيس “غيم” والتحديات التي واجهتها الشركة في بداية طريقها.
أوضح الدكتور جابر السلامي، المدير التنفيذي لشركة “غيم”، أن شركة “غيم” هي شركة عمانية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تأسست في عام 2023، وأن الشركة تتخذ تقنية الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لأعمالها.
وأفاد د. جابر بأن الاختيار وقع على الذكاء الاصطناعي كونه أكثر التقنيات الحديثة قدرة على احداث فارق نوعي في مختلف نواحي الحياة الشخصية والعملية والمجتمعية، وأضاف أن فريق غيم يؤمن بأن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي محليًا ليس مسألة اقتصادية أو ربحية فحسب، بل هو ذو أبعاد استراتيجية واجتماعية وثقافية لضمان توافق مخرجاتها مع قيم ومبادئ الدولة المطورة، و أن تطوير الذكاء الاصطناعي محلياً يتماشى مع رؤية عمان ٢٠٤٠ والأهداف المرجوة منها.
كما بيّن أن خبرة فريق غيم القوية في المجال التقني وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ساعدتهم على اتخاذ هذا القرار، و بأن رؤية شركة “غيم” تتركز على إضافة القيمة وتمكين الأفراد والمؤسسات من إطلاق قدراتهم الكامنة من خلال تقديم حلول متقدمة.
وذكر السلامي بأن المنتج الرئيسي للشركة هو محرك “غيم” للذكاء الاصطناعي، وهو محرك متعدد الاستخدامات يمكن الشركة من تطوير تطبيقات وخدمات تغطي قطاعات متنوعة، وأوضح أن أول منتج من هذا المحرك هو المساعد الذكي العماني “غين”.
وأكد الدكتور جابر أن “غين” هو مساعد ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويمكن الوصول إليه عبر الواتساب بطريقة تفاعلية وبسيطة، وأضاف أن ما يميز “غين” هو أنه عماني بالكامل، سواء من ناحية الشخصية و طريقة الكلام والمعرفة ، وأنه تم تصميم “غين” ليلتزم بالقيم والمبادئ الاجتماعية والدينية لسلطنة عمان.
وأوضح بأن “غين” يفهم اللهجة العمانية ويتحدث بها، كما أنه مطلع على آخر التطورات في السلطنة ويمكنه مساعدة المستخدمين في الأمور المتعلقة بالخدمات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول القوانين والتشريعات العمانية وغير ذلك من الخدمات القيِّمة.
وبيّن أن “غين” يتيح للمستخدمين الاستفسار عن الخدمات الصحية المتوفرة في السلطنة، وأشار إلى أن المستخدم يمكنه إرسال سؤال يتعلق بمشكلته الصحية وسيقوم “غين” بتوفير معلومات عن الأطباء المناسبين، أماكن تواجدهم، وأوقات زيارتهم.
كما أعلن بأن الشركة تهدف من “غين” إلى إضافة قيمة لمختلف المستخدمين، سواء كانوا مواطنين، مقيمين، أو زائرين للسلطنة، ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم اليومية، وأضاف أن الشركة تعمل على تطوير منتجات أخرى منبثقة من محرك “غيم” للذكاء الاصطناعي كأدوات شاملة تساعد في مجالات التعليم، الرعاية الصحية، والمزيد من المجالات الأخرى.
وأشار إلى أن ردود الفعل كانت إيجابية للغاية خلال الأسبوع الأول من تشغيل المنصة، وفي غضون خمسة أيام فقط، بلغ عدد المستخدمين أكثر من 10,000، وتمت معالجة والرد على أكثر من 100,000 رسالة.
وأكد بأن من أكبر التحديات التي واجهتهم هو العثور على البيانات الموثوقة والكافية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأن الشركة قطعت شوطاً طويلاً في هندسة البيانات ومعالجتها لتكون جاهزة للاستخدام في “غين”.
وصرّح الدكتور جابر لصحيفة قبس بأن هناك تعاوناً مع عدة جهات حكومية مثل وزارة الصحة لضمان دقة البيانات، بالإضافة إلى التعاون مع شركات خاصة في جمع البيانات وتطوير المنصة.
كما أوضح الدكتور أن الشركة تدعو الجميع لتجربة “غين” والاستفادة من خدماته المتنوعة، وأضاف أن الشركة تواصل العمل على تطوير وتحسين منتجاتها بناءً على ملاحظات واقتراحات المستخدمين لضمان أفضل تجربة ممكنة، وأن شركة “غيم” ستركز في المستقبل على تطوير حلول متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لخدمة المؤسسات في مختلف القطاعات.