
الخبير التقني كورزويل:”ستندمج أدمغتنا بالذكاء الاصطناعي وسنعيش بين الأموات افتراضياً”
راي كورزويل، خبير التقنية العالمي المخضرم، المعروف بتوقعاته الدقيقة في مجال التكنولوجيا، يمتلك سجلاً حافلاً بتوقعات تحققت بشكل لافت، مثل توقعه بظهور عصر أجهزة الآيفون وبرامج دردشة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT قبل ظهورها بعشرين عامًا. الآن، يكشف كورزويل عن توقعاته المستقبلية المثيرة.
ويتوقع كورزويل أن أدمغة البشر ستندمج بالكامل مع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2045، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطور البشرية. هذا الدمج سيمكن البشر من الوصول إلى مستويات غير مسبوقة من التفكير والحوسبة، مما يعزز قدراتنا العقلية بشكل هائل، ويرى كورزويل أن التقدم في الذكاء الاصطناعي سيتيح لنا رؤية أحبابنا الأموات يعودون افتراضياً، حيث يمكننا التحدث والضحك معهم وكأنهم حاضرون بيننا. هذه التجارب الافتراضية ستعيد إحياء ذكرياتنا وتمكننا من التفاعل مع من فقدناهم بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.
ويشير كورزويل إلى أننا سنعيش ما يسميه بـ”العصر الخامس للذكاء البشري”، حيث سيتم ربط أدمغتنا بالتكنولوجيا السحابية. هذا الربط سيجعلنا قادرين على الاستفادة من المعلومات والقدرات الحسابية الفائقة المتاحة في السحابة، مما يعزز من إمكانياتنا البشرية بشكل كبير. ومع ذلك، يحذر كورزويل من أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على الذكاء البشري في النهاية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا حقيقيًا للبشرية. إذ أن هذا التفوق قد يؤدي إلى تحديات غير مسبوقة في السيطرة على التكنولوجيا وتوجيهها نحو الأهداف الإنسانية.
ويتوقع كورزويل أن البشر سينتقلون إلى أجسام اصطناعية أكثر تقدمًا، وبحلول أربعينيات القرن الحالي سيكون من الممكن إصدار نسخة مطابقة من كل شخص. هذه الأجسام الاصطناعية ستوفر للبشر قدرات جديدة وتحميهم من الأمراض والشيخوخة، مما يغير مفهوم الحياة البشرية بشكل جذري، وبعد عام 2029، يتوقع كورزويل أن يتضاعف الذكاء البشري ملايين المرات من خلال اتصال البشر المباشر مع الآلات، مما سيفتح الباب أمام إمكانيات غير محدودة لتطوير القدرات البشرية والإبداع.
ويضيف كورزويل أن البشر سيحاولون تحقيق الخلود في هذه الدنيا بعد العام 2030، بدعم من القفزات الهائلة في المجال العلاجي الصحي. هذه التطورات ستجعل من الممكن علاج الأمراض المستعصية وتجديد الأنسجة والخلايا البشرية، مما يمدد فترة حياة الإنسان بشكل كبير، وبحلول عام 2030، ستقوم أجهزة المحاكاة البيولوجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بتقديم تحسينات كبيرة في حياتنا اليومية، مما سيجعل الحياة أكثر راحة وسهولة.
توقعات راي كورزويل تبعث على التفكير في مستقبل تتداخل فيه الحدود بين البشر والآلات، وتفتح بابًا للنقاش حول تأثير هذه التطورات على الإنسانية. هذه الرؤى المستقبلية تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين الفوائد الهائلة للذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية والمجتمعية التي قد تنجم عنها.