أخبار عمانالرئيسية

نقلة نوعية في تدريب كوادر رعاية كبار السن بوزارة التنمية الاجتماعية

اختتم اليوم الخميس أعمال البرنامج التدريبي حول “أخلاقيات العمل في قطاع رعاية كبار السن”، الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع مكتب عبدالناصر الصائغ للاستشارات الإدارية. شارك في البرنامج 36 موظفًا من العاملين في رعاية كبار السن بالوزارة من مختلف محافظات سلطنة عمان.

ورعى ختام البرنامج سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، بحضور عدد من مدراء العموم. ألقت صفية بنت محمد العميرية، مديرة دائرة شؤون كبار السن بوزارة التنمية الاجتماعية، كلمة الوزارة وقالت: “إن أخلاق التعامل مع كبار السن تُعد واحدة من القيم الدينية والاجتماعية للمجتمع العُماني، وهي سمة نفتخر بها. يأتي تنظيم برنامج ‘أخلاقيات العمل في قطاع رعاية كبار السن’ الذي أقيم على مدى يومين بهدف تقديم منظومة الاتجاهات المتكاملة لأخلاقيات العمل للتعامل مع المستفيدين من خدمات دائرة شؤون كبار السن، واكتساب مجموعة من المهارات الأساسية والثانوية الداعمة لتفعيل القيم المهنة والإنسانية في كيفية التعامل معهم وفهم احتياجاتهم، إلى جانب تقديم الخدمات بالكفاءة والفاعلية المطلوبة.”

وأضافت العميرية: “تكمن أهمية هذا البرنامج في إدراك وتحليل خصوصية شخصية كبار السن، وإسقاط على قيم وعادات المجتمع الذي يعيشون فيه. تسعى الوزارة إلى إعداد مختصين في القطاعات الإنسانية بالمعرفة المتجددة التي تجعلهم قادرين على أداء دورهم الأخلاقي والإنساني والمهني. نعتمد بشكل كامل على هؤلاء المختصين في إدارة هذا القطاع، ونعوّل عليهم كنوافذ تطل على المجتمع وتستشف احتياجاته ومطالبه، وأهم التغييرات الاجتماعية التي تحدث في منظومة الأسرة العمانية.”

من جانبه، أعرب عبدالناصر بن إبراهيم الصائغ، خبير التدريب ومستشار التخطيط الاستراتيجي وخبير تقييم الأداء المؤسسي بمكتب عبدالناصر الصائغ للاستشارات الإدارية، عن سعادته بتقديم هذا البرنامج المشترك بين الوزارة والمكتب. وأكد أن “كبار السن” يُعتبرون أصحاب رسالة للأجيال القادمة لما لهم من خبرات وتجارب في مختلف نواحي الحياة. وقال: “الإنسان يبقى أثره فيما يقدمه وليس له علاقة بالعمر، وهناك مفاهيم كثيرة مغلوطة حول إنتاجية كبار السن، حيث أنهم قادرون على العطاء.”

تضمن البرنامج تقديم أربع أوراق عمل من قبل عبدالناصر بن إبراهيم الصائغ. جاءت ورقة العمل الأولى بعنوان “مدخل إلى فهم وإدراك وتحليل خصوصية شخصية الكبار في السن”، وتطرقت إلى التعريف بمفهوم الشخصية ومكوناتها الستة: القناعات، القابليات، الاتجاهات، الملكات، الآمال، والمعارف. كما تناولت فهم شخصية كبار السن ومحركات سلوكهم ودوافعهم، والتحليل الرباعي للأنماط الشخصية وكيفية التعامل مع كل نمط، وفنون التأثير وتجسير العلاقات وبناء الثقة بين الأطراف المتعامل معها، ومهارات الاتصال والتواصل.

وركزت ورقة العمل الثانية بعنوان “منظومة أخلاقيات العمل والقيم الوظيفية” على طرق فهم منظومة أخلاقيات العمل والقيم الوظيفية، ومصادر القيم وترتيب أولويات التأثير والحركة، والفرق بين الأخلاق كمبادئ ثابتة وبين الأخلاقيات كقيم معيارية. تم بحث مبدأ تعارض القيم والصراع بين الموجهات النظرية والواقع الحقيقي، ودور الإدارة والموظف في تعزيز المنظومة، بالإضافة إلى مقياس تطبيقي لمعايير ومؤشرات تأثير القيم على السلوك.

تناولت ورقة العمل الثالثة بعنوان “تحسين جودة خدمة العملاء والتعامل مع كبار السن” عدة مواضيع، أهمها: الفرق بين مصطلحي خدمة المستفيدين والعناية بالمستفيدين، وتحليل 10 وضعيات سلبية يمارسها كبار السن، وطرق عملية للتعامل مع كل نوع من المستفيدين، إلى جانب المقياس التطبيقي لقياس مهارات التعامل مع الشخصيات الحدية.

أما ورقة العمل الرابعة بعنوان “المهارات الأساسية والثانوية لإدارة قطاع شؤون كبار السن”، فقد شملت مهارات: فهم وإدراك خصوصية الطبيعة البشرية ما بين الفطرية النزعة والسلوك المكتسب، وإدارة الاحتكاك والنزاع، إدارة الاختلاف والخلاف وتفهم قناعات الآخر، وبناء وتكوين العلاقات مع أطراف المجتمع الرسمية والتجارية والأهلية للحصول على الخدمات والتسهيلات اللازمة. كما تضمنت فهم السلوك البشري وإدارة ردود الفعل والتعامل مع المواقف الحدية، ومهارات فنون استخدام العبارات والكلمات في الاتصال والتواصل، ومزج التفكير الإبداعي والتفكير العاطفي لتعظيم القيمة المضافة في خدمة هذه الفئة، وإدارة الضغوط والمرونة والتكيف مع خصوصية وطبيعة المتعامل مع هذه الفئة، إلى جانب مهارات تحليل المشكلات وتصنيفها وتفسيرها وفق نظرية تريز للتفكير الإبداعي: النفسية أو الاجتماعية أو القانونية.

وحول أهمية البرنامج، قالت عهود بنت أحمد السعدية، رئيسة قسم البرامج والمعايير بدائرة شؤون كبار السن بوزارة التنمية الاجتماعية: “تكمن أهمية المشاركة في برنامج ‘أخلاقيات العمل للتعامل مع قطاع كبار السن’ في تقديم منظومة الاتجاهات المتكاملة لأخلاقيات العمل مع المستفيد من خدمات الوزارة من فئة كبار السن، وإتاحة الفرصة للعاملين في هذا القطاع للتطوير المهني.”

وأضافت سلماء بنت سيف الزيدية، رئيسة قسم الشراكة وتنمية المجتمع بدائرة التنمية الاجتماعية بضنك: “تأتي أهمية مشاركتي في البرنامج من خلال التعرف على المهارات الجديدة لرعاية كبار السن، ومتابعة احتياجاتهم دون الضغط عليهم بكثرة الأسئلة، وتحليل الشخصيات وفهم نفسياتهم أثناء الزيارات الميدانية.”

وأشار بدر بن سالم العميري، باحث اجتماعي بدائرة التنمية الاجتماعية بينقل، إلى أن “فئة كبار السن هم أساس المجتمع، ولا بد من التعرف على أخلاقيات العمل وكيفية التعامل مع هذه الفئة، لاكتساب المعارف والخبرات العلمية اللازمة. يسهم برنامج ‘أخلاقيات العمل للتعامل مع قطاع كبار السن’ في التعرف على طرق تلبية احتياجات كبار السن، وكيفية تقديم الخدمة والرعاية اللازمة وفق المواثيق الأخلاقية للعمل الاجتماعي.”

من جانبها، توجهت طفول بنت بخيت المعشنية، مدخلة بيانات اجتماعية بدائرة التنمية الاجتماعية بطاقة، بالشكر لوزارة التنمية الاجتماعية ومكتب عبدالناصر الصائغ للاستشارات الإدارية على إقامة هذا البرنامج. وأوضحت أن “المشاركة في هذا البرنامج تُعد نقلة نوعية في مجال عملها ومهمة في التنوع والاستفادة من التجارب والخبرات الأخرى للمشاركين. يجب على القائمين برعاية كبار السن معرفة الاستراتيجيات لمنفعتهم، وتقديم الأولويات التي تتناسب مع نفسياتهم، وتقديم سبل الراحة لهم، والأجهزة التعويضية المطلوبة بما يتناسب مع وضعهم الصحي والنفسي والاجتماعي.”

وأشارت أفراح بنت مبارك العلوية، أخصائية شؤون كبار السن بدائرة التنمية الاجتماعية بمحافظة جنوب الشرقية، إلى أن “فئة كبار السن تُعد من أهم فئات المجتمع، ويجب على العاملين في رعايتهم تنمية وتطوير مهاراتهم، والتعرف على الطرق المناسبة للتعامل مع هذه الفئة، وتوصيل خدمة الرعاية بشكل مرن، إلى جانب تطوير المهارات الأساسية في إدارة التعامل مع هذه الفئة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى