الجيوب الأنفية و معاناة المريض الجسدية و النفسية
يصاحب تغير الجو و ظروف الحياة المتقلبة ظهور بعض من الأمراض و الوعكات الصحية التي تنتشر بين الأفراد و التي تأثر على الصحة الجسدية و النفسية للمريض.
ومن المثير للاهتمام وجود تأثير نفسي للالتهاب الجيوب الأنفية على على غرار تاثيرها الكبير على جسد المريض وذلك حسب ما كشفته دراسة كورية، حيث اكدت على ان احتمالية تعرض و اصابة مرضى التهاب الجيوب بالاكتئاب والتوتر تزيد عن غيرهم. حيث قاموا بمتابعة مرضى التهاب الجيوب الأنفية خلال فترة ١١ عاما تبين أن احتمال إصابة أكثر من ٥٠ % منهم بالاكتئاب أو التوتر أكبر. و قال الدكتور دونج كيو كيم من كلية الطب بجامعة هاليم في كوريا الجنوبية الذي قاد الدراسة إن المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية “يشعرون بألم أكبر كثيرا و انخفاض شديد في مستويات الطاقة بالإضافة إلى صعوبة في ممارسة أنشطة الحياة اليومية أكثر من المرضى… غير المصابين بمشاكل نفسية”.
التهاب الجيوب الأنفية من تلك الأمراض المنتشره نوعا ما و التي تصيب الأنف والجيوب المحيطة به بسبب الحساسية الموسمية و تقلبات الجو.
حيث تقسم الجيوب الأنفية إلى أربعة أزواج من الجيوب التي تلتقي في تجويف الأنف عن طريق مجموعة من القنوات، و تتكون من تجاويف لها جدار عظمي دقيق مغطى بنسيج أو غشاء جلدي تنفسي.و تكمن وظائف الجيوب الأنفية في المساعدة في عملية التنفس و ترطيب و تسخين الهواء المستنشق و كبح الصدمات عند إصابات الرأس و التقليل من وزن الجمجمة.
يصاحب إلتهاب الجيوب الأنفية أعراض يعاني منها معطم الأشخاص ومنها افرازات شفافه سمكية من الأنف ،مخاط و بلغم متقيح ،احتقان و انسداد الانف فيصعب تنفس المريض،الم و تورم في المنطقة المحيطة بالعين أو الوجنتين أو الأنف أو الجبهة،ضعف حاستي الشم والتذوق،السعال و رائحة الفم الكريهة،ألم في الأسنان والأذن و الرقبه ،حمى و تعب و وهن في الجسم،صداع.
يذكر بأنه يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة لعدوى فيروسية يتبعها عدوى بكتيرية في بعض الأحيان. يمكن للطبيب تشخيص التهاب الجيوب الأنفية من خلال فحص مواضع الألم في الوجه وداخل الأنف و ما يعرف بالفحص الجسدي.ايضا عن طريق التنظير الأنفي والذي يتم فيه استخدام جهاز صغير للأنف بحيث يمكن للطبيب رؤية الجيوب الأنفية بوضوح. بالإضافة الى التصوير بالأشعة حيث يساعد هذا النوع من الفحوصات على تشخيص وجود أي مشاكل أو مضاعفات محتملة بسبب الالتهاب. واخيرا يمكن استخدام اختبار الحساسية في بعض الحالات التي يشتبه فيها بأن الإصابة ناتجة عن التحسس لمادة معينة.
ولا تكمن خطورة هذا الالتهاب في الأعراض المصاحبة له فقط و لكن يمكن ان يشمل على مضاعفات تأثر على حياة المريض بشكل كبير و منها
احتمالية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن و الذي يستمر لفترات طويله وايضا يزيد من نسبة احتمال الإصابة بالتهاب السحايا نتيجة لانتقال العدوى الى المخ.و انتشار وانتقال العدوى للعين او اجزاء اخرى من الجسم . فلابد عدم التهاون في المرض و مراجعه اقرب مركز صحي و طبيب للكشف المبكر عنه و معالجته.
و يمكن لنا التقليل من المعاناة والآلام التي تصاحب هذا التهاب من خلال تناول السوائل بكثره مثل الماء و العصائر الطبيعية والمشروبات الدافئه مثل الشاي الاخضر و اليانسون النجمي و القرفه و الكركم حيث تساعد على تخفيف افرازات المخاط و تحسين عمليه التصريف الانفي مع ضرورة تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في فتره المرض.
ايضا يمكن ترطيب تجاويف الجيوب الأنفية من خلال بخار الماء من التغلغل داخل الانف و الوصول الى المخاط و تصريفه منها. وايضا يمكن شطف الممرات الأنفية باستخدام زجاجه انضغاطية.
يمكنا ايضا استخدام العلاج الطبيعي عن طريق ( العلاج اليدوي ) لتخفيف من الآلام حول الجيوب الأنفية و الوجه و الرقبة والفك واعلى الظهر حيث يمكن له تقليل التوتر العضلي والصداع و تسهيل تصريف السوائل
و تحسين التنفس بشكل أفضل .
ففي ختام الموضوع يجب علينا عدم التهاون في اي عرض يمكن ان يظهر لنا و لو كان في بادئ الأمر بسيط
فمقوله ان في التأني السلامة و في العجلة الندامة لا تنطبق على الصحة و تجنب المضاعفات.